في فاجعة جديدة تهز محافظة الإسكندرية، انهار عقار متهالك في الساعات الأولى من صباح اليوم، مخلفًا وراءه ضحايا ومصابين، ومجددًا الدعوات إلى تفعيل الرقابة الدورية على سلامة المباني. أسفر الحادث المأساوي عن مصرع شخصين وإصابة خمسة آخرين، وسط مطالبات بمحاسبة المتسببين.
تفاصيل انهيار العقار
العقار المنهار، الواقع في أحد الأحياء القديمة بالإسكندرية، كان يتألف من دور أرضي وأربعة طوابق علوية، بالإضافة إلى جزء من الطابق الخامس. كان يضم ست وحدات سكنية، ورغم صدور قرار بإزالة الطابق الرابع وجزء من الخامس منذ عام 1993، إلا أن القرار لم ينفذ.
تحركات المحافظة العاجلة
فور وقوع الحادث، تفقد محافظ الإسكندرية أحمد خالد موقع الانهيار، ووجه بسرعة صرف التعويضات للمتضررين، ورفع الأنقاض، والتأكد من سلامة المباني المجاورة. كما أكد على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة قاطنيها، وتوفير سكن بديل للمتضررين.
أسباب تكرار الحوادث
تتكرر حوادث انهيار العقارات في الإسكندرية لأسباب متعددة، تشمل مخالفات البناء، وعدم تنفيذ قرارات الإزالة والترميم، بالإضافة إلى التوسع العشوائي في البناء بعد عام 2011. هذه العوامل مجتمعة تهدد سلامة المباني وتزيد من خطر انهيارها.
شركات صيانة العقارات
يرى خبراء التخطيط العمراني أن غياب شركات متخصصة في صيانة العقارات يفاقم المشكلة. هذه الشركات يمكنها التدخل السريع لمعالجة أي مشكلات تظهر في المباني، وبالتالي تجنب الوصول إلى مرحلة الانهيار.
أرقام وإحصائيات مقلقة
تشير إحصائيات رسمية إلى تزايد شكاوى الانهيارات الجزئية والكلية في الإسكندرية، حيث سجلت المحافظة 484 شكوى في عام 2022. في المقابل، يقدر عدد المباني المخالفة في مصر بنحو 3 ملايين مبنى.
تحديات تنفيذ الإزالة
يواجه تنفيذ قرارات الإزالة تحديات كبيرة، أبرزها صعوبة توفير مساكن بديلة للمتضررين، وعدم قدرة السكان على مغادرة العقارات المهددة بالخطر. في بعض الحالات، يوقع السكان على إقرارات بالإقامة على مسؤوليتهم الشخصية.
طبيعة الإسكندرية الخاصة
تتطلب طبيعة الإسكندرية المناخية متابعة دورية لسلامة المباني، خاصة تلك التي لم تخضع للصيانة أو تعاني من مشكلات إنشائية. هذه المتابعة ضرورية للحفاظ على سلامة السكان والممتلكات.
دروس مستفادة ومقترحات
تؤكد حوادث الانهيار الأخيرة على أهمية الصيانة الدورية للعقارات، وتفعيل دور “اتحاد شاغلي العقارات” في التنسيق مع الجهات المعنية لتنفيذ اشتراطات السلامة. تجاهل أعمال الترميم وتأجيلها يزيد من خطر وقوع الكوارث.
