في خطوة غير مسبوقة، أعلن وزير الاقتصاد السوري نضال الشعار أن وزارته لم تتدخل في انتخابات غرفة تجارة دمشق، التي تمت بتصريح منها بأنها “حرة ونزيهة”. وقد تم تشكيل الغرفة من خلال تطبيق “واتساب” وفقاً لما أكدته مصادر رسمية.
دعم المجتمع التجاري
بعد سقوط نظام الأسد، برز اهتمام السلطات السورية الجديدة بمجتمع الأعمال، خاصة تجار دمشق الذين ينتسبون إلى إحدى أقدم غرف التجارة في العالم العربي، والتي تأسست عام 1840. تسعى الحكومة حالياً لتعزيز الاقتصاد، الذي يعد أولوية ملحة لتحقيق الاستقرار والأمن.
ومع ذلك، تواجه الحكومة الانتقالية صعوبات في رفع العقوبات الدولية المفروضة، ما يعيق جهودها نحو “الاندماج في النظام المالي الدولي والتعاون مع المؤسسات المالية العالمية”، كما أشار وزير المالية محمد يسر برنية في تعقيبه على قرار صندوق النقد الدولي بتعيين رون فان رودن رئيساً لبعثة الصندوق في سوريا.
تعاون مع صندوق النقد
أظهر تعيين فان رودن تفاؤلاً في دمشق، حيث وصفه برنية بأنه يعكس “مرحلة جديدة من التعاون” بين صندوق النقد الدولي وسوريا. ويأمل المسؤولون أن تسهم هذه الخطوة في تحقيق بعض التقدم بعد سنوات من الانقطاع.
وأشار برنية إلى أن ذلك جاء “بناءً على طلبنا”، معتبراً أن هذا التعيين من شأنه تعزيز الحوار بين الصندوق وسوريا لتعزيز التعافي الاقتصادي وتحسين ظروف معيشة الشعب السوري. ولفت إلى أن آخر زيارة لبعثة من الصندوق إلى سوريا كانت في نهاية عام 2009.
استعداد البنك الدولي
في سياق منفصل، أعرب نائب رئيس البنك الدولي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عثمان دايون، عن استعداد البنك لدعم الشعب السوري في مجالات الطاقة والتكنولوجيا الرقمية. جاء ذلك خلال تغريدة نشرها عقب اجتماعات مع وزير المالية وحاكم مصرف سوريا المركزي، حيث ناقشوا أولويات التعافي والإصلاح في البلاد.
وتعليقاً على تلك الاجتماعات، قال دايون: “قمنا بعقد اجتماعات هادفة خلال اجتماعات الربيع للبنك الدولي مع وزير المالية، وتمت مناقشة المجالات ذات الأولوية للتعافي والإصلاح”.
رؤى جديدة لغرفة التجارة
دعا الرئيس الجديد لغرفة تجارة دمشق عصام الغريواتي أعضاء الغرفة للعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية وتوفير مناخ مناسب لعودة رجال الأعمال السوريين إلى وطنهم بعد التحولات السياسية. أشار إلى أن الغرفة يجب أن تصبح “منبراً حراً ونزيهاً” لدعم القطاع التجاري في العاصمة.
جاءت هذه التصريحات بعد الانتخابات التي شهدتها الغرفة، حيث أشار الغريواتي إلى أن سوريا أصبحت اليوم “دولة حرة، وتجارتها حرة”. كما انتقد استغلال المناصب في الغرفة لتحقيق مصالح أفراد معينة.
انتخابات الغرفة والتحديات السابقة
تعرضت غرفة التجارة في الماضي للتهميش، مما أثر على دورها، حيث شهدت انقساماً بين الأعضاء من مؤيدين للنظام السابق ومعارضين لقراراته. ومن الملاحظ أن الانتخابات الأخيرة شهدت تراجعاً في أعداد المرشحين مقارنة بالمقاعد المتاحة، مما يدل على تراجع نشاط الغرفة في السنوات الماضية.
كما ألغت وزارة التجارة الداخلية في حكومة تسيير الأعمال السابقة، في مارس، قرار المصادقة على انتخابات غرفة تجارة دمشق، وعينت أعضاء جدد. وانتخب المجلس الجديد خلال اجتماعه الثلاثاء، الغريواتي رئيساً ومجموعة من المسؤولين الآخرين.
وكتب وزير الاقتصاد نضال الشعار في منشور على فيسبوك يؤكد أن وزارته لم تتدخل في الانتخابات، مضيفاً أنها كانت “انتخابات حرة ونزيهة”.