انتخابات مجلس الشعب السوري تشهد تنافسًا حادًا وإقصاء مرشحين. الطعون الانتخابية تثير جدلاً واسعًا واتهامات بالتصفية السياسية.
## إقصاء وتصفية سياسية
تجري في دمشق عملية انتخاب أعضاء مجلس الشعب السوري المكون من 210 مقاعد، وتواجه تحديات كبيرة بسبب اعتماد “نظام انتخابي غير مباشر” خاص بالمرحلة الانتقالية.
مصادر حقوقية تؤكد استخدام الطعون الانتخابية كأداة “تصفية سياسية” لإقصاء المنافسين، بينما يتهم سوريون مرشحين بدعم النظام السابق.
## الطعون تحرم مناطق من التمثيل
تسببت الطعون بالمرشحين في تعقيدات بالغة وصلت إلى حرمان مناطق بأكملها من التمثيل، بعد تعرض المرشحين فيها للطعن مرتين متتاليتين.
في بلدة عين التينة بريف دمشق، تم إلغاء مقعدين بعد الطعن بالمرشحين واستبدالهم، ثم الطعن بالمرشحين الجدد، ما أدى لحرمان البلدة من التمثيل.
## فوضى وآلية ترشيح غامضة
أهالي عين التينة لم يتمكنوا من الحصول على إجابة شافية حول سبب إلغاء المقعدين، رغم وجود بدلاء أكفاء، وسط حالة من الفوضى والغموض تحيط بآلية الترشيح.
المحامي ميشال شماس يؤكد أن لجان الطعون استبعدت مرشحين بناءً على شهادة شاهدين فقط، دون بينة قانونية، ما أتاح استغلال هذا الخلل لإقصاء المنافسين.
## انسحابات واحتجاجات على التهميش
محافظة القنيطرة شهدت انسحابًا جماعيًا لسبعة أعضاء من الهيئة الناخبة، احتجاجًا على ما وصفوه بـ “التهميش”، في حين هددت الهيئة الناخبة في سقبا بالانسحاب.
مصادر في محافظة حمص كشفت عن وجود أسماء غير كفؤة بين المرشحين، ولهم تاريخ في محاباة ودعم النظام السابق.
## مقتل مرشح يثير المخاوف
تداول ناشطون خبر مقتل المرشح لعضوية مجلس الشعب، حيدر شاهين، في منزله بريف طرطوس، على يد مجهولين، ما أثار حالة من الخوف والقلق.
قوات الأمن السورية فتحت تحقيقًا في جريمة مقتل شاهين، وأكدت أن منفذ الجريمة أطلق النار على الضحية، ولا تزال التحقيقات جارية لكشف ملابسات الجريمة.
## اعتبارات مناطقية وعشائرية
الترشح إلى مجلس الشعب لا يزال محكومًا باعتبارات مناطقية وعشائرية وعائلية، تقوم على المحسوبيات والملاءة المالية، والانقسامات بين الثوريين والموالين.
الثوريون يصرون على استبعاد ومحاسبة كل من يشتبه بعلاقته مع النظام السابق، ولا تزال الجرائم الانتقامية تستهدف الموالين، وسط اتهامات بالتقاعس عن المحاسبة.
## مرسوم رئاسي ونظام انتخابي
كان الرئيس السوري، أحمد الشرع، قد أصدر في 13 يونيو الماضي، مرسومًا بتشكيل اللجنة العليا للانتخابات، واعتماد نظام انتخابي مؤقت وغير مباشر.
من المقرر أن يتم اختيار 140 ممثلاً لمجلس الشعب عبر الهيئات الناخبة في 5 أكتوبر الحالي، بينما يعين رئيس الجمهورية الـ 70 الباقين.