الإثنين 19 مايو 2025
spot_img

«انتخابات البقاع: اختبار شعبي لـ«حزب الله» والتحالفات المسيحية»

شهدت المعركة الانتخابية في منطقة البقاع شرق لبنان تحولات سياسية كبيرة، حيث استقطبت أول استحقاقات انتخابية بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة اهتمامًا واسعًا نتيجة محاولات «حزب الله» لاختبار شعبيته، بينما كانت الأحزاب المسيحية تراجع تحالفاتها السياسية في زحلة.

انطلاق الانتخابات

افتتحت الانتخابات البلدية والاختيارية في البقاع صباح الأحد، وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار كثيف للقوى الأمنية حول مراكز الاقتراع. وبرزت ظاهرة الانتشار المكثف للجيش اللبناني في مناطق استراتيجية كمنطقة مستديرة المنارة وسراي زحلة، في إطار التحضيرات لاستقبال وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار.

توجهت الأنظار إلى زحلة، التي اعتُبرت بمثابة «أم المعارك الانتخابية»، حيث تتنافس الأحزاب على المجلس البلدي المكون من 21 عضوًا، مما يعكس الأبعاد السياسية المتعلقة بالمنافسة.

توقيت المعركة في زحلة

تزايدت حدة المنافسة بين لائحة «قلب زحلة» المدعومة من حزب «القوات اللبنانية» ولائحة «رؤية وقرار»، التي تستند إلى تحالف سياسي يشمل نواب من المنطقة وأحزاب مثل «الكتائب» و”الأحرار» و”الكتلة الشعبية»، بالإضافة إلى دعم غير معلن من «حزب الله» و”حركة أمل». بينما أتاح «التيار الوطني الحر» لمناصريه حرية الاختيار في التصويت.

تُعتبر زحلة مركزًا للتنوع الطائفي بما يشمل الموارنة والكاثوليك والأرثوذكس والسنة والشيعة، مما يجعل التحالفات السياسية والعائلية تلعب دورًا حاسمًا في توجيه خيارات الناخبين.

تصريحات النواب

في هذا الإطار، صرح النائب إلياس إسطفان من تكتل «الجمهورية القوية» بأن «حزب القوات» لا يتمتع بالقرار المنفرد في زحلة، مشددًا على أهمية التغيير وضرورة تجديد الفكر في المجلس البلدي.

بينما أكد النائب سليم عون من «التيار الوطني الحر» على تفاؤله بأن النتائج ستعكس تنوعًا يلبي حاجات زحلة.

الديناميات الانتخابية في رياق

وفي بلدية رياق – حوش حالا، انسحب المرشحون المسيحيون من المنافسة، مما أسفر عن فوز المجلس البلدي بالتزكية مع تخلل تمثيل للطائفة المسيحية.

الاستحقاقات في بعلبك – الهرمل

في محافظة بعلبك – الهرمل، لم تنجح «حركة أمل» و”حزب الله» في السيطرة على العملية الانتخابية، حيث أظهرت المنافسة بوضوح عناوين سياسية معارضة داخل البيئة الشيعية خاصة في بعلبك والهرمل.

شهدت المنطقة معركة انتخابية هي الأولى لـ”حزب الله» بعد الحرب الإسرائيلية، حيث المستهدف هو تحقيق الدعم في البلديات واستعادة السيطرة على المناطق بعد النزوح الواسع الذي شهدته المنطقة.

جهود القوى المعارضة

تسعى القوى المعارضة، المكونة من تكتلات عشائرية وأحزاب من المجتمع المدني، لتحقيق اختراقات ضد «الثنائي الشيعي» ومنعهم من السيطرة الكاملة على البلديات.

صرّح النائب إبراهيم الموسوي من كتلة «الوفاء للمقاومة» بعد الإدلاء بصوته في النبي شيت، مؤكدًا على الطابع الديمقراطي لهذه الانتخابات.

الصراع الانتخابي في بعلبك والهرمل

في بعلبك، لم تُثبّط المعركة التنافس السياقي بين لائحتين، إحداهما مدعومة من «الثنائي» والأخرى تضم شخصيات من المجتمع المدني وعائلات المدينة.

وفي الهرمل، فشلت جهود «حزب الله» في الوصول إلى توافق، مما أدي إلى تنافس بين لائحتين واحدة مدعومة من «الثنائي» والأخرى تتمتع بدعم عائلي.

التحالفات في القرى المسيحية

في القرى المسيحية بالبقاع الشمالي، نجح «حزب القوات اللبنانية» في الحصول على تأييد شعبي واسع، محققًا توافقات بناءً على المعايير الإنمائية والعائلية.

بينما بدت الانتخابات في عرسال ذات الغالبية السنية غير سياسية، حيث انحصرت المنافسة بين ثلاث لوائح تمثل مختلف العائلات والمكونات في المنطقة.

انتخابات البقاع الغربي وراشيا

في جانب البقاع الغربي وراشيا، اتسمت الانتخابات بالتحولات العائلية أكثر من البرامج السياسية، حيث اختارت القوى والتيارات ترشيح أفراد من عائلات محلية، مما أدى لشبه توافق وسلام بين المكونات المحلية للمنطقة.

وغاب «تيار المستقبل» عن المنافسة في المناطق السنية، فيما أعلن «الحزب التقدمي الاشتراكي» عن التزامه بالحياد ودعمه لجميع المرشحين.

اقرأ أيضا

اخترنا لك