الأجهزة الأمنية اليمنية تكشف عن ضبط عناصر تابعة لـ”حزب الله» وإيرانيين وسوريين، متورطين في تهريب المخدرات ودعم ميليشيات الحوثي. وزير الداخلية اليمني، اللواء إبراهيم حيدان، يؤكد أن هذه العناصر مرتبطة بشبكات تهريب المخدرات التي نشطت في اليمن بعد الأحداث في سوريا.
اعتقال عناصر حزب الله وسوريين
أوضح وزير الداخلية أن عملية القبض على العنصرين، أحدهما من «حزب الله» والآخر سوري، تمت في مطار عدن الدولي. يأتي ذلك بعد تعطل الرحلات الجوية في مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين، حيث حاول المتهمان دخول البلاد عبر مطار عدن بصفة سياح.
المتهمان يخضعان حالياً للاحتجاز في عدن، حيث تجري التحقيقات لكشف المزيد عن أنشطتهما وارتباطاتهما بشبكات تهريب المخدرات ودعم الحوثيين.
إعدام مهربي مخدرات إيرانيين
أشار الوزير إلى أن محكمة يمنية أصدرت حكماً بالإعدام على ستة إيرانيين، بعد إدانتهم بتهريب أطنان من المخدرات. ثبت تورطهم في عمليات تهريب واسعة النطاق مرتبطة بشبكات إقليمية تمول ميليشيات الحوثي، مما يؤكد الارتباط الوثيق بين تهريب المخدرات ودعم الجماعات المسلحة.
إيران، وفقاً للوزير، تحاول تعويض خسائرها في المنطقة بالتركيز على اليمن، وذلك عبر نقل خبراء عسكريين ومصانع لإنتاج المخدرات والطائرات المسيّرة، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في البلاد.
شراكة أمنية يمنية سعودية
اللواء حيدان يصف الشراكة الأمنية مع السعودية بأنها في أوجها، مؤكداً أن التعاون الأمني بين البلدين حقق نجاحات ملموسة في القبض على عناصر إرهابية وخارجين عن القانون.
هذا التعاون الأمني الوثيق يعكس التزام البلدين بمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
الحوثيون في أضعف حالاتهم
يعتقد وزير الداخلية اليمني أن جماعة الحوثي تعيش أضعف مراحلها. العمليات الأخيرة التي استهدفت قيادات مدنية وعسكرية حوثية، والتي اعترفت بها الجماعة، أدت إلى تصدعات داخلية وانشقاقات في صفوفها.
نموذج تعاون أمني متميز
وزير الداخلية اليمني يشدد على أن الشراكة الأمنية مع السعودية تمثل نموذجاً متميزاً للتعاون الأمني المثمر، قائماً على تنسيق وثيق بين قيادات البلدين.
التعاون الأمني المشترك أثمر عن نجاحات كبيرة على الأرض، منها العملية الأمنية في محافظة المهرة، والتي أسفرت عن القبض على خلية تابعة لتنظيم «داعش»، وذلك بفضل التنسيق المباشر مع الأجهزة الأمنية السعودية.
مكافحة تهريب المخدرات
التنسيق المعلوماتي بين وزارة الداخلية اليمنية والجهات الأمنية المختصة في السعودية لعب دوراً حاسماً في إحباط عمليات تهريب المخدرات. الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط كميات كبيرة من المواد المحظورة، بفضل هذا التعاون الوثيق.
الدعم السعودي لا يقتصر على العمليات الميدانية، بل يشمل التدريب والتأهيل ورفع كفاءة الكوادر الأمنية اليمنية، من خلال برامج تدريبية متخصصة في المنافذ البرية والجوية والبحرية.
الوضع الأمني بالمناطق المحررة
حيدان يرى أن تقييم الوضع الأمني في عدن والمناطق المحررة يجب أن يأخذ في الاعتبار الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، منذ انقلاب الحوثيين في عام 2014.
الأجهزة الأمنية اضطرت للانطلاق من الصفر بعد الانقلاب، حيث قامت الميليشيات بتفجير وتخريب مقرات الأجهزة الأمنية ومرافقها الحيوية، قبل انسحابها من المدن.
تأهيل الأجهزة الأمنية
تحالف دعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية ومشاركة الإمارات، لعب دوراً محورياً في إعادة تأهيل المنشآت الأمنية ورفع كفاءة الأجهزة الأمنية اليمنية.
أحد أهم الإنجازات يتمثل في تحقيق الربط والقيادة والسيطرة بين إدارات الأمن في مختلف المحافظات، ما يتيح سرعة التبليغ والتحرك والقبض على الخارجين عن القانون.
توحيد الأجهزة الأمنية
وزير الداخلية اليمني يؤكد أن تحسن الأداء الأمني في عدن واضح وملموس، إلا أن العائق الأكبر أمام تحقيق مستويات أعلى من الكفاءة يكمن في عدم استكمال توحيد الأجهزة الأمنية تحت مظلة وزارة الداخلية.
العملية الأمنية في عدن تواجه تحديات مرتبطة بتأخر تنفيذ بنود دمج الوحدات الأمنية والعسكرية، المنصوص عليها في إعلان نقل السلطة وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي.
تفكيك الخلايا الحوثية
اللواء إبراهيم حيدان يؤكد أن الأجهزة الأمنية نجحت في تفكيك وضبط عدد كبير من الخلايا الحوثية التي تنشط في المحافظات المحررة.
هذه الخلايا تعمل على تجنيد الشباب، مستغلة أوضاعهم الاقتصادية الصعبة، لإرسالهم إلى معسكرات تدريب في مناطق سيطرة الحوثيين، قبل إعادتهم لتنفيذ مهام عدائية.
إحباط المخططات الإرهابية
الأجهزة الأمنية أحبطت مخططات متقدمة لزرع عبوات ناسفة وعمليات اغتيال في محافظات عدن ومأرب وشبوة وحضرموت. لا يمر شهران دون ضبط خلية جديدة تابعة للحوثيين.
الوزير حيدان يشدد على أن الداخلية تخوض حرباً أمنية موازية لمعركة الجيش الوطني في الجبهات، لتأمين الخطوط الخلفية ومواجهة محاولات الحوثيين اختراق المناطق المحررة.
استراتيجية مكافحة التهريب
وزارة الداخلية اليمنية تتبنى استراتيجية مرنة في مواجهة شبكات التهريب، تتكيف مع طبيعة كل مجال، سواء كان بحرياً أو برياً. مكافحة التهريب تمثل اليوم إحدى أهم أولويات العمل الأمني في البلاد.
الوزارة تعوض محدودية إمكانات خفر السواحل بالاستعانة بالصيادين كمصادر معلومات ميدانية، الأمر الذي أسهم في نجاح الحملة الأخيرة في باب المندب، والتي تم خلالها ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة.
تورط إيران في تهريب المخدرات
تم ضبط سفينة إيرانية قبل أسبوع، بالتعاون مع البحرية الباكستانية وخفر السواحل اليمنية، كانت تحمل شحنة ضخمة من المخدرات. إيران تمول أنشطتها وأذرعها عبر تجارة المخدرات، وتسعى لتوسيع هذا النشاط عبر الأراضي والمياه اليمنية.
التهريب البري لا يقل خطورة، حيث ضبطت الأجهزة الأمنية شحنات من المتفجرات والأسلحة وأجهزة اتصالات حساسة في منفذ صرفيت، بعضها يُستخدم في صناعة الطائرات المسيّرة.
مكافحة الإرهاب في اليمن
مكافحة الإرهاب تمثل إحدى أولويات الحكومة اليمنية، في ظل الوضع الأمني الهش الذي تمر به البلاد. التنظيمات الإرهابية تستغل فترات عدم الاستقرار لتوسيع نفوذها وتحقيق مكاسب مالية وسياسية.
العناصر الإرهابية تحاول التخفي خلف لافتات مختلفة لتبرير نشاطها وتمويل عملياتها. العملية الأخيرة في مديرية المحفد بمحافظة أبين كشفت حجم هذا التهديد.
التحول الرقمي في اليمن
وزارة الداخلية اليمنية حققت نقلة نوعية في مسار التحول الرقمي خلال السنوات الأخيرة. الخطوة الأولى كانت إدخال نظام البصمة البيومترية، وهو النظام الذي تطبقه معظم دول العالم كأساس للتحوّل نحو الحكومة الإلكترونية.
البطاقة الذكية، التي أنجزت بدعم سعودي، أصبحت الأساس لكل الخدمات الإلكترونية، ومنها الجواز الإلكتروني، ونظام المرور، والبصمة الجنائية، وبصمة اللاجئين.
التعاون مع الولايات المتحدة
العلاقات الأمنية بين اليمن والولايات المتحدة الأميركية ممتازة وتشهد تطوراً متدرجاً نحو استعادة مستوى الشراكة الذي كان قائماً قبل انقلاب الحوثيين عام 2014.
من خلال التواصل المستمر والتعاون الميداني، استطعنا أن نعيد الثقة تدريجياً مع الأصدقاء في الولايات المتحدة، وبدأنا بالفعل بالحصول على فرص تدريبية لعناصر مكافحة الإرهاب، في عدد من الدول الصديقة برعاية أميركية.


