في تحرك عاجل لمواجهة خطر عودة شلل الأطفال، أطلقت الحكومة اليمنية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، حملة تطعيم واسعة النطاق تستهدف الأطفال دون سن الخامسة في المناطق الخاضعة لسيطرتها. تأتي هذه الخطوة في ظل استمرار الحوثيين في منع حملات مماثلة للعام الرابع على التوالي، مما أدى إلى ظهور حالات شلل الأطفال بعد 18 عامًا من إعلان اليمن خاليًا منه.
تهدف الحملة المكثفة، التي تستمر ثلاثة أيام، إلى تحصين أكثر من 1.3 مليون طفل في 120 مديرية ضمن 12 محافظة، وذلك عن طريق إعطائهم لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النوع الثاني. يهدف هذا التحرك إلى تعزيز مناعة الأطفال المعرضين للخطر ومنع انتشار الفيروس.
استجابة طارئة
تأتي هذه الحملة كاستجابة مباشرة لتسجيل حالات في المجتمع واستمرار رصد فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني في العينات البيئية، مما يستدعي تدخلًا فوريًا وحاسمًا.
مخاطر قائمة
أكدت فريما كوليبالي زيربو، القائمة بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، أن البلاد لا تزال تواجه خطر تفشي شلل الأطفال بسبب النزاع المستمر، وضعف الأنظمة الصحية، وانخفاض معدلات التحصين الروتيني.
جهود مكثفة
شددت زيربو على أهمية هذه الحملات لوقف انتقال الفيروس وحماية الأطفال من مضاعفات شلل الأطفال المدمرة، خاصة مع استمرار انتشار الفيروس وتأكيد حالات الإصابة به في عام 2025.
282 إصابة
أفاد بيان مشترك صادر عن منظمة الصحة العالمية واليونيسف بتسجيل 282 حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال الفموي من النوع الثاني في 122 مديرية ضمن 19 محافظة يمنية منذ عام 2021، مع تركز 98% من هذه الحالات بين الأطفال دون سن الخامسة.
لقاح عاجل
أكد البيان على الحاجة الماسة لتوفير اللقاحات ووقف انتشار فيروس شلل الأطفال الفموي من النوع الثاني في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، لحماية الأطفال من هذا المرض الخطير.
حملة شاملة
تتولى وزارة الصحة العامة والسكان قيادة هذه الحملة، بدعم من منظمة الصحة العالمية واليونيسف والمبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال. سيشارك في تنفيذها 7000 فريق تطعيم، بما في ذلك أكثر من 6000 فريق متنقل يقوم بزيارة المنازل و800 فريق يتمركز في المرافق الصحية.
فرق ميدانية
سيشرف على الحملة نحو 2000 مشرف و240 مشرفًا على مستوى المناطق، مع تقديم الدعم الفني من الوكالات الوطنية والجهات الشريكة.
خطوة حاسمة
وصف بيتر هوكينز، ممثل اليونيسف في اليمن، هذه الحملة بأنها خطوة حاسمة لحماية الأطفال من الإصابة بالشلل، مؤكدًا أن الخطر لا يزال قائمًا، خاصة بالنسبة للأطفال الذين لم يتلقوا اللقاحات.
سلامة الأطفال
أشار هوكينز إلى أن التطعيم هو الوسيلة الوحيدة للحفاظ على سلامة الأطفال وحمايتهم من هذا المرض المدمر.
التزام كامل
أكدت منظمة الصحة العالمية واليونيسف، بصفتهما شريكين أساسيين في المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، التزامهما الكامل بدعم الحكومة اليمنية في جهودها للقضاء على شلل الأطفال وتعزيز خدمات التحصين الروتينية.
جهود منسقة
شددتا على أن الاستثمار المستمر والعمل المنسق أمران بالغا الأهمية لضمان عدم تخلف أي طفل عن الركب وحصوله على اللقاحات اللازمة.
آلية التنفيذ
افتتح رئيس مجلس الوزراء اليمني سالم بن بريك الجولة الأولى من الحملة، التي تستهدف أكثر من 1.3 مليون طفل في 120 مديرية ضمن 12 محافظة. سيتم تنفيذ الحملة عبر آلية “من منزل إلى منزل” وفي جميع المواقع الصحية لضمان الوصول إلى جميع الأطفال المستهدفين، بمن فيهم الموجودون في المناطق النائية والوعرة.
واجب وطني
أكد بن بريك أن الحملة الوطنية الطارئة للتحصين ضد شلل الأطفال تأتي في إطار التزام الحكومة بحماية صحة الأطفال ومكافحة الأمراض الوبائية، وعلى رأسها شلل الأطفال.
تحصين الأطفال
وجه رئيس الحكومة اليمنية جميع مؤسسات الدولة والسلطات المحلية بالتفاعل مع الحملة والمساعدة على إنجاحها، مؤكدًا أن تحصين الأطفال هو واجب وطني وإنساني يترجم المسؤولية الجماعية تجاه الجيل القادم ومستقبل الوطن.
التعاون مطلوب
دعا بن بريك الآباء والأمهات وأولياء الأمور إلى التجاوب مع الحملة والتعاون مع الفرق الميدانية لتسهيل وصولها إلى جميع الأطفال المستهدفين، والالتزام بالتحصين الروتيني كوسيلة دائمة للوقاية.
توسع التحصين
أشار إلى أن اليمن كان خاليًا من شلل الأطفال قبل أن يعود بسبب منع الحوثيين للقاحات في مناطق سيطرتهم، مؤكدًا أن ذلك يستدعي توسيع حملات التحصين والحملات الاحترازية، وأن رعاية الطفولة تأتي ضمن أولويات الحكومة حتى إعلان اليمن خاليًا من شلل الأطفال مرة أخرى.