اليمن: حملة تطعيم واسعة ضد شلل الأطفال

في ظل استمرار تفشي شلل الأطفال بمناطق سيطرة الحوثيين، أطلقت وزارة الصحة اليمنية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف الجولة الثانية من حملة التطعيم في 12 محافظة تحت سيطرة الحكومة، مستهدفة تحصين أكثر من 1.3 مليون طفل دون سن الخامسة.

تزايد الإصابات

أفادت مصادر طبية بتسجيل عشرات الإصابات الجديدة بشلل الأطفال في مناطق الحوثيين هذا العام، نتيجة منع الجماعة لحملات التحصين بحجة “المؤامرة الدولية”، مما يفاقم الأزمة الصحية.

الجولة الثانية تأتي عقب حملة أولى في تموز 2025، ضمن استجابة اليمن لتفشي فيروس شلل الأطفال المتحور.

أرقام مقلقة

حتى الأسبوع الـ38 من العام، تم الإبلاغ عن 29 حالة مؤكدة من فيروس شلل الأطفال المتحور، منها 28 في مناطق الحوثيين وحالة واحدة في مناطق الحكومة.

منذ 2021، سجل اليمن 451 حالة إصابة، 96% منها في مناطق الحوثيين وبين الأطفال دون الخامسة. الترصد البيئي يكشف عن وجود الفيروس في مياه الصرف الصحي، مما يؤكد الحاجة إلى تكرار حملات التطعيم.

دعم عالمي

أكد ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، سيد جعفر حسين، أن الجولة الثانية، المدعومة من المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، ضرورية لسد فجوات المناعة ووقف انتقال الفيروس.

تنفذ الحملة عبر شبكة تضم 15 ألف عامل صحي في فرق متنقلة وثابتة، تحت إشراف ألف مشرف من الحكومة والوكالات الشريكة.

حماية الأطفال

صرح ممثل اليونيسف، بيتر هوكينز، بأن كل طفل في اليمن يستحق الحماية من الأمراض، وأن الحملة تضمن وصول الحماية حتى لأكثر الأطفال ضعفاً.

تقدم منظمة الصحة العالمية واليونيسف الدعم للحكومة اليمنية في جهودها للقضاء على شلل الأطفال وتعزيز التحصين الروتيني، مع التأكيد على أهمية الاستثمار المتواصل لتحقيق تغطية شاملة.

نتائج أولية

أعلنت وزارة الصحة اليمنية عن تطعيم 384,873 طفلاً دون سن الخامسة في اليوم الأول من الجولة الثانية، بنسبة إنجاز 38% من المستهدفين.

أشاد وكيل الوزارة، علي الوليدي، بالتزام الفرق الصحية وتعاون السلطات المحلية والمجتمع في تسهيل الوصول إلى المستهدفين.

تحديات جغرافية

تصدرت محافظة لحج التغطية، تلتها عدن وشبوة، بينما سجلت المهرة وسقطرى نسب تغطية أقل بسبب التحديات الجغرافية وصعوبة الوصول إلى المناطق النائية.

أكد المسؤول اليمني أن الحملة ستغطي جميع المناطق، داعياً أولياء الأمور للتعاون وتطعيم أطفالهم، ومشدداً على أن اللقاح آمن وفعال ومجاني، وهو الوسيلة الأنجع للحماية من شلل الأطفال.