اليمن: الديون تحاصر السكان.. ومجاعة تلوح في الأفق

تفاقم الأزمة الإنسانية يهدد صنعاء مع ارتفاع الديون وتصاعد شبح المجاعة، حيث يواجه السكان ظروفًا معيشية قاسية في ظل استمرار الحرب وانقطاع الرواتب، ما يدفعهم إلى الاعتماد على الديون لتأمين أبسط الاحتياجات الأساسية.

دوامة الديون تشتد

أدت الأوضاع الاقتصادية المتردية إلى تراجع القوة الشرائية للسكان، ما أجبر العديد من الأسر على الاستدانة لتوفير الغذاء والدواء. وتفاقمت الأزمة مع إغلاق المتاجر وتسريح العمال، ما زاد من معاناة الأسر التي تعيش تحت خط الفقر.

قصص من قلب المعاناة

يروي “عادل”، وهو اسم مستعار لمعلم سابق، كيف تحول إلى عامل في متجر صغير قبل أن يجد نفسه عاطلًا عن العمل، غير قادر على إعالة أسرته. ويضطر “عادل” للاقتراض لتوفير الاحتياجات الأساسية، وتراكمت عليه الديون بشكل كبير.

75% يعتمدون على الديون

تشير التقديرات إلى أن نحو 75% من الأسر في مناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على الديون لتأمين ضرورياتها الأساسية، في ظل انقطاع الرواتب وتراجع فرص العمل.

الدين: نمط حياة

يؤكد اقتصاديون أن الدين لم يعد وسيلة مؤقتة لتجاوز الأزمة، بل أصبح نمط حياة مفروضًا على آلاف الأسر. وتوضح “أم عماد”، وهي أم لثلاثة أطفال، أنها تعيش بالكامل على الديون بعد فقدان زوجها عمله.

تجار تحت الضغط

يعاني التجار أيضًا من تراكم الديون على زبائنهم، ما يهدد قدرتهم على الاستمرار في العمل وشراء بضائع جديدة.

تحذيرات من الانهيار

يحذر الاقتصاديون من أن هذه الدائرة المغلقة من الديون ستؤدي إلى انهيار اجتماعي واقتصادي واسع إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه. ويطالبون بوضع آليات رقابية فاعلة في الأسواق وتوفير حلول للأزمة الاقتصادية.

الفاو تحذر من مجاعة

أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي تقريرًا مشتركًا حذّرا فيه من خطر وشيك بوقوع مجاعة كارثية في اليمن.

تدهور إنساني متوقع

يشير التقرير إلى أن الوضع الإنساني مرشح للتدهور خلال الأشهر المقبلة إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لتوفير التمويل الكافي لبرامج الإغاثة وزيادة الاستثمارات في الأمن الغذائي.

تحرك عاجل مطلوب

يؤكد التقرير أن منع وقوع المجاعة يتطلب تحركًا سريعًا قبل فوات الأوان، مع إعادة تركيز الجهود الدولية على دعم الأسر المتضررة.

شبح الجوع يلوح

في ظل هذه التحذيرات، يواجه اليمن تحدّيًا إنسانيًا خطيرًا قد يتفاقم سريعًا ما لم تتكاتف الجهود المحلية والدولية لاحتوائه، وتوفير حلول ملموسة للأزمة المعيشية المتفاقمة.