اليابان: الأمير هيساهيتو.. وريث العرش وربما الأخير

في حدث تاريخي يثير تساؤلات حول مستقبل العرش، احتفى الأمير الياباني هيساهيتو ببلوغه سن الرشد، كونه أول ذكر من العائلة المالكة يصل إلى هذا العمر منذ أربعة عقود. يخشى الكثيرون في اليابان أن يكون الأمير هيساهيتو آخر أفراد العائلة المالكة الذكور، ما يضع مستقبل النظام الملكي على المحك.

طقوس البلوغ الملكي

شهد القصر الإمبراطوري مراسم رسمية للاعتراف بهيساهيتو كشخص راشد، مما سلط الضوء على التحديات التي تواجهها أقدم ملكية في العالم، خاصة مع سياسة حصر الخلافة على الذكور وتناقص أعدادهم.

هيساهيتو، الوريث المحتمل لعرش الأقحوان، يمثل الأمل الأخير للعائلة الإمبراطورية، فبعده لا يوجد وريث ذكر آخر، ما يثير جدلاً حول إمكانية تعديل القوانين للسماح بخلافة الإناث.

هوايات الأمير الشاب

يدرس الأمير هيساهيتو علم الأحياء في جامعة تسوكوبا بالقرب من طوكيو، ويشتهر بشغفه بـتنس الريشة، بالإضافة إلى اهتمامه الخاص باليعاسيب، حيث شارك في بحث علمي حول الحشرات في ضيعة أكاساكا.

أعرب الأمير في أول مؤتمر صحفي له عن أمله في التركيز على دراسة اليعاسيب والحشرات الأخرى، بهدف حماية أسراب الحشرات في المناطق الحضرية.

الخلفية العائلية

ولد هيساهيتو في 6 سبتمبر 2006، وهو الابن الوحيد لولي العهد الأمير أكيشينو وزوجته الأميرة كيكو، ولديه شقيقتان أكبر منه سناً، الأميرة كاكو والأميرة ماكو التي تخلت عن لقبها الملكي بعد زواجها.

تأخرت احتفالات بلوغ هيساهيتو سن الرشد بعد بلوغه الثامنة عشرة لكي يتمكن من التركيز على امتحانات القبول الجامعي.

مستقبل الإمبراطورية

الأمير هيساهيتو هو ابن أخ الإمبراطور ناروهيتو، الذي لديه ابنة واحدة فقط، الأميرة أيكو. كان والده أكيشينو آخر ذكر في العائلة يبلغ سن الرشد عام 1985.

يمثل هيساهيتو ووالده الوريثين الذكرين الوحيدين الأصغر سناً من الإمبراطور ناروهيتو، مما يجعل قضية وراثة العرش قضية مصيرية.

قلق وتحديات ديموغرافية

يشكل نقص الخلفاء الذكور مصدر قلق كبير للنظام الملكي الياباني، الذي يعود تاريخه إلى 1500 عام، وتتفاقم هذه المشكلة بسبب شيخوخة المجتمع الياباني وتناقص عدد السكان.

تاريخياً، سمح النظام الملكي بخلافة الإناث، وحكمت اليابان ثماني إمبراطورات، لكن قانون عام 1889 حصر الخلافة على الذكور فقط، وهو ما أكده قانون البيت الإمبراطوري لعام 1947.

تعديل محتمل للقوانين

يرى الخبراء أن نظام الخلافة الحالي يعاني من خلل هيكلي، وكان يعتمد في الماضي على المحظيات لإنجاب أطفال إمبراطوريين.

على الرغم من تأييد شعبي كبير، لا يمكن للأميرة أيكو وراثة العرش، ما يجدد الجدل حول ضرورة تعديل القوانين.

مقترحات وحلول

في عام 2005، أعدت الحكومة مقترحاً يسمح بتولي أنثى العرش، لكن ولادة هيساهيتو أوقفت هذا المقترح، وأوصت لجنة خبراء في 2022 بالحفاظ على نظام الخلافة الذكوري، مع السماح للإناث بالاحتفاظ بلقبهن الملكي بعد الزواج.

توقفت المناقشات حول منح الوضع الملكي لأزواج الأميرات وأطفالهن، مما يزيد من العبء الملقى على عاتق هيساهيتو.

إنقاذ النظام الملكي

أكد شينغو هاكيتا، الرئيس السابق لوكالة شؤون البلاط الإمبراطوري، أن القضية الأساسية ليست في السماح للإناث بتولي العرش، بل في كيفية إنقاذ النظام الملكي.

دعت صحيفة “يوميوري” إلى مراجعة قانون البيت الإمبراطوري لمنح أزواج الأميرات وأبنائهن صفة ملكية، والسماح للنساء بوراثة العرش.

طقوس التتويج

بدأت احتفالات هيساهيتو في مقر إقامته، حيث تسلم التاج من مبعوث الإمبراطور ناروهيتو، ثم ارتدى الزي التقليدي وتاج “كانموري” إيذاناً ببلوغه سن الرشد.

شكر هيساهيتو الإمبراطور ووالديه، وتعهد بالوفاء بمسؤولياته كعضو في العائلة المالكة، ثم صلى في الأضرحة الملكية.

استقبالات ملكية

زار الأمير هيساهيتو القصر الإمبراطوري للقاء الإمبراطور ناروهيتو والإمبراطورة ماساكو، وتسلم وسام الأقحوان الأعلى.

استقبل الأمير أيضاً جديه الإمبراطور السابق أكيهيتو وزوجته الإمبراطورة السابقة ميتشيكو، وأقام والداه احتفالاً خاصاً في فندق بطوكيو.

زيارات مستقبلية

تشمل المراسم زيارات إلى ضريح إيسي وضريح الإمبراطور جينمو وضريح الإمبراطور هيروهيتو، بالإضافة إلى غداء مع رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا وكبار الشخصيات.