الهند وفرنسا تتوصلان إلى اتفاق لشراء 26 طائرة رافال M
أفادت تقارير أن الهند وفرنسا قد أحرزتا تقدمًا كبيرًا في محادثات شراء 26 طائرة رافال M، في صفقة تقدر قيمتها بنحو 7.6 مليار دولار، وفقًا لتحليلات وملاحظات الخبراء الذين يتابعون المناقشات.
تعزيز قدرات البحرية الهندية
من المتوقع أن يتم formalize الاتفاق في أبريل 2025 خلال زيارة وزير الدفاع الفرنسي إلى الهند، مما يعزز من قدرات البحرية الهندية.
بينما تم تداول هذه الأخبار على منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك “إكس”، بالإضافة إلى تقارير إخبارية، لم تصدر أي تأكيدات رسمية من الحكومتين في هذه المرحلة.
احتمالات الصفقة
غياب بيان رسمي يتيح مجالًا للتكهنات، إلا أن اتجاه الصفقة المحتملة يتماشى مع الأبعاد الاستراتيجية للدفاع البحري الهندي. إذا تم توقيع العقد، سيكون خطوة مهمة في الشراكة المستمرة بين نيودلهي وباريس.
ترتبط جذور هذه الصفقة بجهود الهند منذ أكثر من عقد لتحديث قواتها المسلحة وسط تغيرات ديناميكية في الأمان الإقليمي.
التوجه نحو الطائرات المقاتلة الجديدة
ظهرت رغبة البحرية الهندية في الحصول على جيل جديد من الطائرات المقاتلة المعتمدة على حاملة الطائرات في أوائل العقد الثاني من القرن الحالي، مدفوعةً بالحاجة لتعزيز قدراتها العسكرية في منطقة المحيط الهندي.
في البداية، كان ينظر إلى طلب أوسع يتضمن 57 طائرة، لكن العدد تم تخفيضه إلى 26 كحل مؤقت وعملي.
الرافال M في الصدارة
تمكنت الطائرة رافال M، التي تصنعها شركة داسو الفرنسية، من التقدم بعد عملية تقييم تنافسية شملت مقاتلة بوينغ F/A-18 سوبر هورنيت الأمريكية. تجارب أُجريت في منشأة ساحلية في غوا عام 2022 أظهرت توافق رافال M مع حوامل الطائرات الهندية.
زادت المفاوضات زخمها في عام 2023 عندما وافق مجلس اقتناء الدفاع الهندي على الشراء، وجاء وفد فرنسي رفيع المستوى إلى نيودلهي في مايو 2024 لإتمام التفاصيل.
الإطار الزمني المتوقع
تقارير تلك الفترة، بما في ذلك من “ذا تايمز أوف إنديا”، أظهرت أن الجانبين يهدفان إلى إنهاء الصفقة خلال السنة المالية 2024-2025، وهو إطار زمني يبدو أنه يسير وفق المسار الصحيح.
بمجرد الانتهاء من الحصول على الطائرات، يُتوقع أن تلعب رافال M دورًا محوريًا في تعزيز قدرات الطيران البحري الهندي، حيث ستكون مخصصة للعمليات البحرانية.
المنشآت البحرية الهندية
ستُركب هذه الطائرات على حاملتي الطائرات العملياتيتين لدى البحرية الهندية، INS Vikrant وINS Vikramaditya.
تم تدشين INS Vikrant، أول حاملة طائرات تُبنى محليًا في الهند، في عام 2022، بينما دخل Vikramaditya الخدمة في 2013 بعد تجديده من قبل روسيا.
العوامل الاستراتيجية
سوف تهدف الرافال M إلى تقديم التفوق الجوي، وقدرات الضربات البحرية، وخيارات الهجوم الدقيق، مما يعزز قدرة الهند على تعزيز قوتها في منطقة الهند والمحيط الهادئ.
أكد قائد البحرية الأدميرال دينيش ك. تريباتي على هذه الأهداف خلال مؤتمر صحفي في ديسمبر 2024، مشيرًا إلى أن الطائرات ستساهم في المواجهة مع التهديدات المتزايدة في المنطقة.
التحديات التشغيلية
تعتمد البحرية الهندية حاليًا على أسطول من 40 طائرة MiG-29K، والتي تم اقتناؤها من روسيا بين عامي 2009 و2014 بتكلفة تصل إلى 2 مليار دولار. ومع ذلك، عانت هذه الطائرات من تحديات تشغيلية عديدة، بما في ذلك مشكلات الصيانة ونقص قطع الغيار.
حذر تقرير سنة 2020 من مكتب المدققين العامين في الهند، من أن حوالي 60% فقط من طائرات MiG-29K كانت قيد التشغيل في أي وقت، بسبب عيوب فنية وعوائق لوجستية.
استراتيجيات الطيران البحري
تسعى الهند للحصول على رافال M في ظل تزايد تعزيزات عسكرية من قبل منافسيها الإقليميين، بما في ذلك باكستان والصين، اللتين تسعيان لزيادة قدرتها البحرية والجوية.
تُركز باكستان حالياً على توسيع قدراتها البحرية باستخدام فرقاطات وغواصات مصنوعة في الصين، في حين حققت الصين تقدمًا ملحوظًا في برنامج حاملات الطائرات الخاصة بها. تسعى التحليلات إلى تحقيق التوازن بين هذه التطورات.
فوائد رافال M
يُعتبر توقيع اتفاق رافال M ذا وزن استراتيجي كبير، خاصة عند النظر إليه من منظور المنافسة الهندية مع باكستان والصين. قد تساعد هذه الطائرات في الحفاظ على التوازن العسكري في المدى القصير.
إذا تم تأكيد الصفقة، فسيشمل العقد 26 طائرة، بالإضافة إلى المحاكيات والتدريب للطاقم ودعم لوجستي لمدة خمس سنوات، مع إمكانية إقامة خط تجميع في الهند.
في الوقت الحالي، تراقب البحرية الهندية عن كثب كيفية تطور هذا التعاون وتأثيره على توازن القوة في منطقة مضطربة.