تتصاعد التكهنات حول مفاوضات هندية-روسية لدمج أنظمة رادار ورؤية قتالية محلية في المقاتلة الروسية من الجيل الخامس SU-57E، وفق مزاعم غير مؤكدة من خبراء دفاع هنود ووسائل إعلام عربية حتى 21 يونيو 2025. يأتي ذلك في إطار مسعى نيودلهي لتعزيز السيادة التكنولوجية عبر مبادرة “أتمانيربهار بهارات”، بينما تقدم موسكو عرضًا تاريخيًا بمشاركة الشفرة البرمجية الكاملة للمقاتلة.
المغزى الاستراتيجي للصفقة
تستهدف الهند من خلال هذه الخطوة تطوير مقاتلة هجينة تجمع بين الهيكل الروسي المتطور وأنظمة الإلكترونيات المحلية، خاصة الرادارات القائمة على تكنولوجيا “نيترايد الغاليوم” (GaN) التي تفوق نظيراتها الروسية في المدى ومقاومة التشويش.
تعتمد المقاتلة الروسية حاليًا على رادار N036 Byelka السلكي بتقنية “زرنيخيد الغاليوم” (GaAs)، الذي يُعتبر أقل فاعلية في البيئات الإلكترونية المعقدة. تشير التقديرات التقنية إلى أن الرادارات الهندية الجديدة توفر مدى كشف أكبر بنسبة 40% مع تحمل حراري أعلى.
الاستفادة من تجربة التحديثات السابقة
تعتمد الخطة الهندية على الدروس المستفادة من برنامج “السوبر 30” لتحديث مقاتلات Su-30 MKI، حيث تم دمج رادار “فيروباكشا” المحلي مع أنظمة التسليح الذكية. يسعى الجيش الهندي الآن لتكرار هذه النجاحات مع الجيل الخامس من المقاتلات.
تضيء تجربة مقاتلات “رافال” الفرنسية أسباب الإصرار الهندي، حيث واجهت نيودلهي عقبات في دمج الصواريخ المحلية مثل “أسترا” بسبب القيود على الشفرات البرمجية. يُتوقع أن تتيح الشفرة المفتوحة للـSU-57E مرونة غير مسبوقة في التخصيص.
التحديات الجيوسياسية والتقنية
تواجه الصفقة المحتملة عقبات متشابكة:
– مخاطر عقوبات أمريكية محتملة بموجب قانون “مواجهة خصوم أمريكا”
– الحاجة لمواءمة الأنظمة الهندية مع البنية التحتية الإلكترونية الروسية
– المنافسة مع البرنامج المحلي AMCA لتطوير مقاتلة الجيل الخامس
تعرض روسيا خطة مرحلية تشمل:
– تسليم 20-30 طائرة جاهزة خلال عامين
– نقل خط إنتاج إلى منشآت “هال” الهندية خلال 4 سنوات
– تعاون في تطوير محركات وأنظمة دفاع جوي مستقبلية
آثار محتملة على التوازن الإقليمي
قد تغير هذه الخطوة معادلات القوة الجوية في آسيا:
– تتفوق الرادارات الهندية على أنظمة الصين J-20 الحالية
– تعزيز القدرات ضد أنظمة الدفاع الجوي الباكستانية
– رفع مستوى الردع في مناطق متنازع عليها مثل لاداخ
يُتوقع أن تشهد السوق العالمية للسلاح تحولات جذرية إذا نجحت هذه الشراكة، حيث تقدم نموذجًا جديدًا يجمع بين المنصات الروسية والتقنيات المحلية للدول المشترية، بدلًا من النمط التقليدي للاستيراد البحت.
