الثلاثاء 15 يوليو 2025
spot_img

المقاتلة Gripen السويدية: بديل أوروبي للأمن الدفاعي

spot_img

مرور المقاتلات السويدية Gripen في سماء الدفاع الأوروبي

تحلق مقاتلة Gripen، التي تنتجها شركة “ساب” السويدية، بسرعة مقاربة لسرعة الصوت، عارضةً قدراتها الفائقة في سماء جنوب السويد. يقود الطيار التجريبي، وهو ضابط سابق في سلاح الجو، هذه الطائرة في رحلة تستعرض قوتها التقنية.

خلال التحليق، ينحني الطيار بالطائرة في مناورات محكمة، كاشفًا عن جزيرة جوتلاند الاستراتيجية، التي تمثل نقطة توتر مع النشاطات الروسية. وبسرعة مذهلة، تصعد المقاتلة عموديًا، مما يجعل مراسل بلومبرغ على متنها يشعر بالضغط في مقعده، قبل أن تستقر الطائرة مجددًا.

عند تفعيل نظام الدفع اللاحق، يتردد صوت آلي يعلن عن بلوغها سرعة “ماخ 1″، والتي تعادل 768 ميلاً في الساعة، ما يُعد نصف سرعتها القصوى.

Gripen ودورها في الدفاع السويدي

تعتبر Gripen بمثابة خط الدفاع الأول للسويد في حال وقوع نزاع مع روسيا، التي تفصلها عنها رحلة جوية تستغرق حوالي 40 دقيقة.

ومع ذلك، تعاني Gripen من ضعف في المبيعات الخارجية، حيث لم تحقق “ساب” أي عقود تصديرية كبرى منذ صفقتها مع البرازيل في عام 2014، بينما تنجح الشركات المنافسة في الحصول على عقود عدة.

ومع ذلك، يبدو أن الأمور في طريقها نحو التحسن، مع قرار تايلندا وكولومبيا بالاستثمار في المقاتلات Gripen. يتفاوض البلدان حاليا على العقود، بينما تتلقى “ساب” اهتمامًا من دول مثل بيرو والفلبين، فضلاً عن زيادة محتملة لطلب البرازيل بنسبة 25%.

الأثر الجيوسياسي على الطلب

يرجع النشاط المتزايد في مبيعات Gripen إلى التحولات الجيوسياسية، وخاصة بعد الحرب الروسية في أوكرانيا، والتي دفعت الدول الأوروبية إلى إعادة تقييم أمنها الإقليمي.

أيضاً، ساهمت الضغوط التي مارسها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على حلفاء الناتو، لزيادة ميزانيات الدفاع، في تسريع هذا التوجه.

التوجه نحو البدائل الأوروبية

مع الزيادة الملحوظة في ميزانيات الدفاع في أوروبا، بدأت بعض الدول في التفكير ببدائل للأسلحة الأميركية الصنع، بما في ذلك مقاتلة F-35 من شركة “لوكهيد مارتن”.

قال وزير الدفاع البرتغالي في مارس إنه سيتم مراعاة “مدى موثوقية الحلفاء” عند اتخاذ القرار بشأن F-35 أو المقاتلات الانتاج المحلي.

وواصل الرئيس التنفيذي لشركة “ساب” التقدير بأن انخفاض تكلفة Gripen على مدار دورة حياتها وزيادة موثوقيتها قد جذبت اهتمام عدد متزايد من الدول.

فجوة في المبيعات مقارنة بالمنافسين

على المستوى العالمي، تُظهر تقارير أن “ساب” تراجعت بشكل كبير مقارنة بمنافسيها من حيث مبيعات التصدير، حيث يُعد إجمالي الطلبات التصديرية على Gripen أقل بكثير من طلبات F-35a.

ووفقًا لرئيس قسم توقعات الأسواق لأسلحة الأنظمة الإلكترونية، تتراوح تكلفة المقاتلة من Gripen ما بين 80 إلى 90 مليون دولار، بينما تنخفض تكلفة F-35 بسبب عمليات الإنتاج الكثيفة.

أما بالنسبة لطائرات “رافال” و”يوروفايتر”، فهي تظل خيارات أكثر تكلفة مع تفاوتات كبيرة في الأسعار بسبب تعقيد الصفقات.

تفاؤل بمستقبل Gripen

تشهد شركة “ساب” ارتفاعًا ملحوظًا في أسهمها، مع تزايد التوقعات بأن شركات الدفاع ستستفيد من الاهتمام المتزايد بالأمن.

وفي ظل ازدياد المخاوف من الاعتماد على الولايات المتحدة، تُظهر الحكومة الأوروبية نية قوية لاستثمار مئات المليارات من اليوروهات في إعادة التسلح، مما قد يفتح مجالًا أكبر أمام Gripen في السوق العالمي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك