الخلاف بين دولتي المغرب والجزائر واحدًا من القضايا الشائكة التي تستحق بل ويجب النظر إليها بعناية وبحثها بحكمة شديدة.
كمواطن مغربي، أجد نفسي متأملا في هذا الصراع الطويل والمعقد، وأتساءل: لماذا لا نتفق؟ ولماذا نختلف؟.
كمواطن مغربي، أجد نفسي مطالبا بالدعوة إلى الاتفاق ونبذ الخلاف، مطالبا بدعوة بني وطني المغرب وأشقائنا في الجزائر إلى التفكير في سبل تعزيز التقارب والتلاحم بين البلدين الشقيقتين.
الخلافات التاريخية والسياسية بين الجارين العربيين زادت تعقيداتها على مر السنين، مما يجعل من الصعب التوصل إلى حلا فوري.
المغرب والجزائر.. دعونا نفكر في المستقبل
ومع ذلك، يجب علينا كمواطنين أن نفكر في المستقبل ونتساءل عن كيف يمكننا بناء جسور التواصل والفهم المتبادل بين شعوبنا.
إن دعوتي للتقارب ليست محاولة للتجاهل أو التهوين من أهمية القضايا الشائكة والمطروحة بين البلدين، بل هي دعوة للنظر إلى المستقبل بروح التعاون والمحبة المنفتحة بإيجابية؛ فنحن جيران وشعوب شقيقة، ويمكننا تحقيق الكثير عندما نتعاون بدلاً من تصعيد الخلافات.
قبل كل شيء، علينا أن ننظر إلى تاريخ أمتنا وشعوبنا المتجذرة في التاريخ، ينبغي علينا أن نستفيد من التاريخ المشترك والثقافة المتشابهة لنبني عليها علاقة أكثر ترابطاً، إذ يجب أن نستخدم هذه الروابط لتشجيع التبادل الثقافي والاقتصادي، وهو ما يمكن أن يعزز الفهم المتبادل ويقلل من التوترات.
ونفتح باب الحوار
ثم تأتي الخطوة التالية، وهي فتح قنوات الحوار الرسمية بين الحكومات وتشجيع التفاوض المباشر، يجب أن يكون هناك إرادة سياسية جادة من الطرفين للجلوس معًا والبحث عن حلول للقضايا العالقة.
الحوار المفتوح يمكن أن يساهم في فهم القضايا بشكل أفضل وتحديد الخطوات العملية للتقارب.
يجب علينا التركيز على مصلحة المواطنين في البلدين الشقيقين.. فإذا كنا نعمل من أجل تحسين ظروف الحياة الإنسانية للمواطنين، فبالتأكيد سيكون لدينا دافع قوي للتعاون وتحقيق التقارب، إذ يمكن تعزيز التبادل التجاري والاستثمار المشترك بين البلدين لتحقيق فوائد مشتركة.
للتقارب بين البلدين يجب أن يكون للمواطنين وخاصة الشباب المغربي والجزائري دور مسؤول، علينا أن نتحمل المسؤولية والعمل من أجل مستقبل أفضل.، فالشباب يمكنه أن يلعب دورًا حيويًا في تعزيز التفاهم والتواصل، وهم يمثلون الأمل في تغيير الديناميات الحالية.
علينا أن نتأكد ونعرف أن التقارب بين بلدينا المغرب والجزائر لن يساعد فقط على تعزيز مصلحتهما الخاصة، وإنما سيكون أيضا في مصلحة المنطقة بأكملها، لأن تحقيق السلام والتعاون بين الدولتين الشقيقتين سيكون له تأثير إيجابي على استقرار المنطقة بأكملها ويعزز التنمية المستدامة.