السبت 19 أبريل 2025
spot_img

المغرب قد تصبح أول دولة أفريقية تمتلك سلاح الفهد الأسود

في خطوة تعزز التعاون الاستراتيجي بين البلدين، زار وفد مغربي رفيع المستوى برئاسة وزير الصناعة والتجارة رياض مزوار العاصمة الكورية سيول مطلع أبريل 2025، لبحث صفقة محتملة لتوريد دبابات “كيه 2 بلاك بانثر” المتطورة وتعرف بالفهد الأسود، ما قد يجعل المغرب أول دولة إفريقية تحصل على هذه المنظومة العسكرية المتقدمة.

تفاصيل الصفقة العسكرية

كشفت تقارير صحفية فرنسية عن مباحثات مغربية-كورية لتعزيز الشراكة العسكرية والاقتصادية، في إطار سعي الرباط لتحديث ترسانتها الدفاعية، بينما تعزز سيول مكانتها كقوة صاعدة في سوق التسلح العالمي. وتأتي المحادثات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتحالفات جيوسياسية متغيرة.
تهدف الصفقة المقترحة إلى تعويض أسطول الدبابات المغربية القديمة من طرازات أمريكية وفرنسية، في مواجهة الترسانة الروسية المتطورة التي تمتلكها الجزائر الجارة. من جهتها، تسعى كوريا الجنوبية لتعزيز وجودها في إفريقيا عبر عروض تكنولوجية تنافسية.

مواصفات دبابة كيه 2

تتميز الدبابة الكورية من الجيل الرابع -التي دخلت الخدمة عام 2014- بمدفع رئيسي عيار 120 ملم، مع نظام تحكم نيراني متطور يستهدف أهدافاً على بعد 10 كيلومترات. تعتمد على دروع مركبة متطورة وأنظمة حماية نشطة، مع قدرة على عبور مجاري مائية بعمق 4.1 متر.
تبلغ سرعتها القصوى 70 كم/ساعة على الطرق، و50 كم/ساعة في التضاريس الوعرة، بمحرك ديزل بقوة 1500 حصان. وتتفوق على المنافسين مثل “أبرامز” الأمريكية و”ليوبارد 2A7″ الألمانية في أنظمة التحميل الآلي، بينما تتفوق على الدبابة الروسية T-90M في التكامل الإلكتروني.

تحول استراتيجي في التسليح

تمثل المفاوضات تحولاً في سياسة المغرب الدفاعية التي اعتمدت تاريخياً على الموردين الغربيين. يأتي هذا التوجه بالتزامن مع:
– تعزيز التعاون مع سيول في مشاريع صناعية مدنية
– سعي لتنويع مصادر التسلح خفضاً للتبعية
– مواكبة التحديات الأمنية في الساحل الإفريقي

تداعيات إقليمية ودولية

قد تؤدي الصفقة لإعادة رسم التوازنات العسكرية في المغرب الكبير، حيث تمتلك الجزائر ترسانة من الدبابات الروسية T-90. كما تعزز مكانة كوريا الجنوبية كلاعب رئيسي في سوق السلاح الإفريقي الذي تشهد منافسة شرسة بين القوى العالمية.

من الناحية التشغيلية، تواجه القوات المسلحة المغربية تحديات في تدريب الكوادر على الأنظمة الإلكترونية المعقدة للدبابة الكورية، وإدارة سلاسل إمداد منفصلة عن التجهيزات الغربية الحالية. لكن الخبراء يشيرون إلى ملاءمة خصائص “كيه 2” للتضاريس المغربية المتنوعة.

طموحات كورية في إفريقيا

تعتمد استراتيجية سيول على الجمع بين التعاون العسكري والصناعي، حيث تقدم حزمة متكاملة تشمل نقل التكنولوجيا والإنتاج المحلي. نجحت هذه النموذج في بولندا وبيرو، وقد تطبقه مع الرباط عبر إدماج صيانة الدبابات في البنية الصناعية المحلية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك