في إطار الجهود المصرية لتعزيز استقرار دولة الصومال في مواجهة التهديدات الإثيوبية المتزايدة، وصلت إلى ميناء مقديشو اليوم معدات عسكرية مصرية كبيرة عبر سفينة شحن يرافقها المدمرة البحرية المصرية بورسعيد، كجزء من الدعم العسكري المصري للصومال بعد إعلان إثيوبيا عن خططها لإنشاء قاعدة بحرية في “أرض الصومال” الانفصالي.
وصول معدات عسكرية مصرية جديدة إلى الصومال
ووصلت سفينة الشحن العسكرية المصرية إلى الصومال اليوم، وكان في استقبالها وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور، وأعرب الوزير عن امتنانه لدعم مصر لبلاده، مشيرًا إلى أهمية تعزيز التحالفات لمواجهة التهديدات المشتركة، مؤكدا استمرار التعاون مع الحلفاء لمواجهة الأعداء.
رافقتها الكورفيت الشبحي “سجم بورسعيد”
ورافقت الكورفيت الشبحي “سجم بورسعيد” التابعة للقوات البحرية المصرية، سفينة الشحن أثناء وصولها إلى ميناء مقديشو، ونشر وزير الدفاع الصومالي عبر حسابه على منصة “إكس” صورة للسفينة تظهر فيها المدمرة المصرية من طراز جوويند، قائلا: نحن نعرف مصالحنا وسنختار بين حلفائنا وأعدائنا.
تحذير للمصريين في “أرض الصومال”
وقبل ساعات من وصول المساعدات العسكرية، دعت الحكومة المصرية مواطنيها لمغادرة إقليم “أرض الصومال” الانفصالي فورًا، وأصدرت وزارة الخارجية بيانًا أوضحت فيه أن الوضع الحالي في الإقليم يجعل تقديم المساعدات القنصلية أمرًا صعبًا، كما حذرت السفارة المصرية في مقديشو المواطنين من السفر إلى الإقليم حفاظًا على سلامتهم.
أولوية قصوى
وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي -في تصريحات له منذ يومين- أكد حرص مصر على دعم الاستقرار في الصومال من خلال تعزيز مؤسسات الدولة المركزية، واعتبر أن منطقة القرن الإفريقي تمثل أولوية قصوى في السياسة الخارجية المصرية نظرًا لأهميتها الاستراتيجية واتصالها الوثيق بالأمن القومي المصري، كما شدد على دعم الحكومة الصومالية في جهودها لإعادة فرض سيادة الدولة على كامل أراضيها.
10000 جندي مصري على الحدود الإثيوبية
وهبطت الشهر الماضي طائرات عسكرية تابعة للجيش المصري في مطار مقديشو، حاملة معدات عسكرية وضباطًا لمراقبة مراكز القيادة العسكرية في منطقة هيران الصومالية، الواقعة على الحدود مع إثيوبيا، ضمن إطار الجهود المشتركة لتقوية التعاون الدفاعي بين البلدين، خاصة في ظل التهديدات الإقليمية المتزايدة.
ونقلت وسائل إعلامية أن مصر تستعد لنشر 10,000 جندي على الحدود الإثيوبية في مناطق جنوب غرب الصومال وهيرشابيل وجالمودوج، حيث سيتم تقسيم هؤلاء الجنود إلى مجموعتين: 5,000 منهم سينضمون إلى قوات الاتحاد الإفريقي في الصومال، بينما يعمل الـ 5,000 الآخرون بشكل مستقل عن بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي.
تعاون عسكري بين مصر والصومال
وتأتي هذه التحركات العسكرية استنادًا إلى بروتوكول التعاون العسكري الذي تم توقيعه بين البلدين خلال زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى القاهرة مؤخرًا، والتي التقى خلالها بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ويشمل البروتوكول تبادل المعلومات والتنسيق العسكري بين القوات المسلحة المصرية والصومالية، إلى جانب تقديم الدعم اللوجستي والتدريبي للصومال.
الزيارة الأخيرة للرئيس الصومالي إلى القاهرة، والتي تُعد الثانية خلال هذا العام، تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وأكد خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي مجددًا على دعم مصر الكامل لسيادة الصومال ووحدة أراضيه، مشددًا على أهمية الحفاظ على استقرار منطقة القرن الإفريقي، والتي تمثل أولوية قصوى بالنسبة للأمن القومي المصري.
وتشهد منطقة القرن الإفريقي تصاعدًا في التوترات الإقليمية بعد توقيع إثيوبيا اتفاقًا مع إقليم “أرض الصومال” الانفصالي غير المعترف به لإنشاء قاعدة بحرية على سواحل البحر الأحمر، ويعتبر هذا الاتفاق تهديدًا لوحدة الأراضي الصومالية واستقرار المنطقة، وهو ما أثار قلقًا إقليميًا ودوليًا، ما دفع مصر إلى تعزيز دعمها العسكري والدبلوماسي للحكومة الصومالية لمواجهة التحديات الأمنية.
قوات حفظ السلام
وفي إطار الجهود الإقليمية الرامية لتعزيز الاستقرار في الصومال، كانت مصر وجيبوتي عرضت المشاركة في قوة حفظ سلام إفريقية جديدة من المتوقع أن تبدأ عملها مطلع العام المقبل، وهو ما جاء بعد قرار الحكومة الصومالية عدم تمديد بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية التي تضم أثيوبيا، ما فتح المجال أمام تشكيل قوة جديدة تهدف إلى دعم استقرار البلاد.
وتلعب مصر دورًا حيويًا في تعزيز الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، وخاصة في ظل التوترات المتصاعدة بين الصومال وإثيوبيا، ومن خلال دعمها العسكري والدبلوماسي، تسعى مصر إلى حماية وحدة الأراضي الصومالية ومواجهة التحديات التي تمثلها التحركات الإثيوبية، كما أن تعاونها العسكري مع الصومال يعكس التزامها بتعزيز القدرات الدفاعية والأمنية في البلاد، مما يسهم في حفظ السلم والأمن الإقليميين.