الأحد 28 سبتمبر 2025
spot_img

الليبيون: جدل تمويل القذافي بعد إدانة ساركوزي

spot_img

أثارت إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي جدلاً واسعاً حول قرارات الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي المتعلقة بتمويل أطراف خارجية، وسط تباين في وجهات النظر بين من يرى فيها تبديداً لثروات البلاد، ومن يعتبرها محاولة لتعزيز مكانة ليبيا الدولية.

ساركوزي والقذافي

وكانت محكمة فرنسية قد قضت بسجن ساركوزي خمس سنوات بتهمة “التآمر الجنائي” في قضية تلقي تمويل غير قانوني لحملته الانتخابية عام 2007 من نظام القذافي.

جدل التمويل الليبي

تتراوح آراء الليبيين بين اعتبار التمويل المقدم لحملة ساركوزي فرصة ضائعة لتنمية ليبيا، وبين رؤية إجراءات القذافي كمحاولة لكسر العزلة الدولية التي كانت تعاني منها البلاد.

سياسات القذافي الخارجية

ويرى عضو المجلس الأعلى للدولة محمد معزب أن تمويل الحركات الانفصالية والثورية كان أبرز المآخذ على حكم القذافي، مشيراً إلى دعمه للجيش الجمهوري الآيرلندي، وجنوب السودان قبل انفصاله، وجبهة البوليساريو.

تنمية ليبيا المهملة

ويضيف معزب أن هذا الدعم كلف الخزينة الليبية الكثير، في حين لم يتم الاهتمام بتحسين حياة الليبيين من خلال تطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية.

مغامرات غير محسوبة

من جانبه، انتقد المحلل السياسي إسلام الحاجي ما وصفه بـ”انخراط القذافي في مغامرات غير محسوبة” في سياساته الخارجية، مدفوعاً برغبته في صناعة مجد شخصي على حساب خزينة ليبيا.

تطبيع العلاقات مع ليبيا

ويرى الحاجي أن زيارة القذافي إلى باريس عام 2007 كانت بمثابة تدشين لتطبيع العلاقات مع ليبيا، التي كانت تعيش عزلة رغم رفع العقوبات الدولية عنها.

تعويضات لوكربي

ويشير إلى قضايا أخرى أثقلت كاهل ليبيا، مثل قضية لوكربي والتعويضات التي استنزفت مليارات الدولارات.

استقطاب دول كبرى

في المقابل، يرفض رئيس “الاتحاد الوطني للأحزاب الليبية” أسعد زهيو الحديث عن “تبديد القذافي للمال العام”، معتبراً أن الأمر كان مسعى لاستقطاب دعم دول كبرى في مجلس الأمن لخدمة مصالح بلاده.

تأمين الحدود الليبية

وبرر زهيو تدخلات القذافي في أفريقيا برغبته في تأمين حدود البلاد، والخوف من تمدد النفوذ الإسرائيلي، لكنه أشار إلى تقصير في توظيف عوائد النفط لتنمية البلاد.

دعم أفريقيا والعرب

أما الكاتب الليبي مصطفى الفيتوري، فيدافع عن عهد القذافي، مؤكداً أن سعيه لاستمالة سياسيين ودبلوماسيين غربيين لم يقتصر على خدمة ليبيا فقط، بل شمل تعزيز أوضاع أفريقيا والعرب.

وحدة أفريقية وعملة موحدة

ويتحدث الفيتوري عن محاولات القذافي تأسيس وحدة بين الدول الأفريقية، والاتفاق على عملة موحدة، ورغبته في الاستعانة بدعم فرنسي في ذلك.

تلميع صورة القذافي

في المقابل، يرى المحلل السياسي محمد بويصير أن قرارات القذافي “كانت تستهدف تلميع صورته وليس لخدمة مواطنيه”، معتبراً أن القذافي كان يتصرف في الأموال الليبية كأنها ملكه الخاص.

استثمارات غير اقتصادية

ويؤكد بويصير أن الاستثمارات الليبية في أفريقيا لم تكن مبنية على أسس اقتصادية سليمة، بل هدفت إلى شراء ولاء حكامها، مشيراً إلى أن القذافي ورط ليبيا في قضايا عديدة كلفتها الكثير من الأموال.

اقرأ أيضا

اخترنا لك