تبنى تنظيم “داعش في وسط أفريقيا” هجومًا استهدف قافلة عسكرية أوغندية، السبت الماضي، بالقرب من قرية نديسا شرقي الكونغو الديمقراطية. الهجوم أسفر عن مقتل جنديين على الأقل، وتسبب في مواجهات عنيفة استمرت لساعات.
هجوم دامٍ في الكونغو
اندلعت الاشتباكات قرب قرية نديسا على الطريق بين كوماندا ومامباسا في إقليم إيرومو. القافلة العسكرية كانت في طريقها إلى قاعدة “مونغامبا” العسكرية، الواقعة جنوب غرب بونيا بنحو 100 كيلومتر.
المصادر المحلية أفادت بأن مقاتلي “حركة القوات الديمقراطية المتحالفة”، المبايعة لتنظيم “داعش”، نصبوا كمينًا للقافلة. المسلحون كانوا مختبئين في الغابة قرب نديسا، وفتحوا النار بكثافة على القافلة.
تفاصيل الاشتباكات
أدى الهجوم إلى مقتل جنديين واشتعال النيران في مركبة عسكرية. وتضاربت الأنباء حول عدد المركبات المتضررة، بالإضافة إلى احتراق أحد منازل القرية.
القوات الأوغندية ردت بعملية تمشيط واسعة النطاق، وطاردت منفذي الهجوم. استمرت الاشتباكات حتى صباح الأحد، ولم تُعرف بعد خسائر المهاجمين.
تعزيزات أمنية مكثفة
انتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تعزيزات أوغندية على طريق كوماندا ومامباسا. كما نشرت الكونغو الديمقراطية قواتها على محور كوماندا – لونا لتضييق الخناق على عناصر “داعش”.
أدى الهجوم والتصعيد الأمني إلى نزوح السكان نحو لولوى سنتر ومونغامبا، وتسبب في شلل الأنشطة الاقتصادية، واضطراب حركة نقل البضائع والأشخاص.
دور القوات الأنغولية
تتولى القوات الأنغولية تأمين حركة البضائع والأشخاص على الحدود مع الكونغو الديمقراطية. تهدف هذه الإجراءات إلى منع استهداف الطرق من قبل المتمردين المتحالفين مع تنظيم “داعش”.
كثف متمردو “حركة القوات الديمقراطية” هجماتهم في شرق الكونغو، حيث قُتل خمسة مدنيين على الأقل في هجوم على موقع للتعدين في ريزيري. المسلحون هاجموا أيضًا بلدة روبينيت واشتبكوا مع الجيش الكونغولي.
تصاعد العنف والإرهاب
الهجوم يأتي بعد أسابيع من مذبحة نطويو التي راح ضحيتها أكثر من 70 مدنياً، وسط تصاعد غير مسبوق للعنف. قُتل نحو 100 مدني في هجمات متفرقة خلال أيلول الماضي، ونُسبت إلى الجماعة نفسها.
في مواجهة هذا التصعيد، دعا الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي الأمم المتحدة إلى تعبئة دولية ضد الإرهاب في أفريقيا. واقترحت أوغندا على كينشاسا تشكيل وحدات محلية للدفاع لتأمين القرى وحماية المدنيين.
مقترحات لمواجهة الإرهاب
تلقى فكرة تشكيل وحدات دفاع محلية تأييدًا من بعض الخبراء، لكنها تواجه تحفظات بشأن انتشار السلاح في مناطق هشة أمنيًا.
أصدرت المحكمة العسكرية في بني أحكامًا بالسجن ضد 23 متهمًا بالانتماء إلى “داعش” وتمويله، في محاولة لإعادة فرض هيبة الدولة.
رسالة قوية ضد الإفلات
رحبت منظمات المجتمع المدني بالأحكام، معتبرةً أنها رسالة قوية ضد الإفلات من العقاب. وشددت على ضرورة استمرار الجهود الأمنية، مشيرةً إلى أن “العدو ما زال نشطًا في الغابات وبين السكان القرويين”.