الأحد 20 يوليو 2025
spot_img

الكونغو: إعلان مبادئ مع المتمردين لإنهاء ثلاثة عقود من العنف

spot_img

في خطوة نحو تحقيق السلام والاستقرار في منطقة البحيرات العظمى، أعلنت الدوحة عن توصل جمهورية الكونغو الديمقراطية والمتمردين في شرق البلاد إلى إعلان مبادئ يهدف إلى إنهاء ثلاثة عقود من العنف والصراعات الدامية.

مبادرة قطرية للسلام

يأتي هذا الإعلان، الذي رعته دولة قطر، بعد شهر من دعم الولايات المتحدة لاتفاق بين كينشاسا وكيغالي، في خطوة يعتبرها خبراء الشأن الأفريقي دفعة حاسمة تتطلب مزيداً من التفاهمات لإنهاء العنف بشكل دائم.

وتسعى هذه المبادرة إلى وضع حد للصراع الذي أودى بحياة الآلاف وتسبب في نزوح الملايين في المنطقة.

أزمة إنسانية معقدة

تُعتبر حركة “23 مارس”، المدعومة من رواندا المجاورة، من أبرز الجماعات المسلحة التي تقاتل للسيطرة على شرق الكونغو الغني بالمعادن، وفي ظل وجود سبعة ملايين نازح، وصفت الأمم المتحدة الصراع بأنه أحد أكثر الأزمات الإنسانية تعقيدًا وخطورة.

وتسعى جهود السلام إلى معالجة جذور الأزمة الإنسانية وتوفير الأمن والاستقرار للسكان المتضررين.

بنود إعلان المبادئ

أعلنت وزارة الخارجية القطرية أن إعلان المبادئ يشمل التزامات متبادلة بين الجانبين وإطارًا عامًا يمهد لمفاوضات بناءة تهدف إلى التوصل إلى اتفاق سلام شامل، مؤكدة أن هذه الخطوة تعد تطورًا مهمًا ضمن المساعي الرامية إلى تحقيق السلام في إقليم شرق الكونغو.

ومن المقرر استكمال المحادثات بمشاركة فاعلة من الأطراف الإقليمية والدولية، بهدف الوصول إلى اتفاق نهائي وشامل يكرس الأمن والاستقرار في المنطقة.

موعد توقيع الاتفاق

سيتم توقيع اتفاق سلام نهائي في موعد أقصاه 18 آب المقبل، على أن يتوافق مع اتفاق السلام بين الكونغو ورواندا، الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية في حزيران الماضي.

منعطف نوعي للصراع

يرى المحلل السياسي التشادي، صالح إسحاق عيسى، أن إعلان المبادئ يشكل منعطفًا نوعيًا في تاريخ الصراع الذي طال أمده، ويعكس تحولًا تدريجيًا في بنية التعاطي مع نزاع معقد، مؤكدًا أن مستقبل هذا الإعلان مرهون بمدى تحوله إلى مسار عملي، وبقدرة الرعاية القطرية على لعب دور توافقي يقنع الأطراف المتنازعة بجدوى التسوية.

حلول سياسية للأزمات

يشير عيسى إلى أن نجاح هذا المسار قد لا يعني فقط نهاية أحد أخطر النزاعات في القارة، بل قد يشكل نموذجًا جديدًا لحل الأزمات الأفريقية بالوسائل السياسية، بعيدًا عن منطق الغلبة والسلاح.

شروط إنهاء العنف

يعتقد عيسى أن إمكانية إنهاء الاتفاق بين حكومة الكونغو الديمقراطية و”حركة 23 مارس” عقودًا من العنف تبقى قائمة، لكنها مشروطة بسلسلة من التحولات العميقة التي تتجاوز حدود الورقة الموقعة، مؤكدًا أن الاتفاق يمثل فرصة لكسر حلقة العنف، إذا توفرت الإرادة السياسية الكافية والإجراءات العملية المرافقة له.

الاتحاد الأفريقي رحب بتوقيع الاتفاق، معتبرًا هذا التقدم الكبير محطة مهمة في الجهود المبذولة من أجل إحلال السلام والأمن والاستقرار في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ومنطقة البحيرات العظمى.

دعم مسارات الحل

أكد وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، محمد الخليفي، التزام الدوحة بدعم مسارات الحل السياسي بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي، وبما يكمل التقدم المحرز بتوقيع اتفاق السلام بين حكومتي جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية رواندا في واشنطن.

اتفاق واشنطن للتهدئة

في حزيران الماضي، وقعت كيغالي وكينشاسا اتفاق سلام في واشنطن، ينص على إنشاء هيئة تنسيق أمني مشتركة لرصد التقدم، وتعهدتا فيه بوقف الدعم للمتمردين.

ودعا الاتفاق إلى “تحييد” القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، مع تأكيد وزير الخارجية الرواندي على ضرورة إنهاء الدعم الحكومي من الكونغو الديمقراطية لتلك القوات بشكل نهائي وقابل للتحقق، بينما سلطت نظيرته الكونغولية الضوء على الدعوة في الاتفاق لاحترام سيادة الدولة، في إشارة لأهمية وقف دعم رواندا لـ”حركة 23 مارس”.

بناء الثقة المتبادلة

يرى المحلل السياسي التشادي أن اتفاق واشنطن بين رواندا والكونغو الديمقراطية يفتح نافذة لتهدئة ممكنة، في منطقة ظلت لعقود ساحة لصراعات دامية، مؤكدًا أن التهدئة الممكنة لن تقاس بعدد الأيام التي تمر بلا اشتباك، بل بمدى قدرة الطرفين على بناء الثقة، وفتح قنوات تنسيق أمني شفافة، والالتزام بتفكيك البنى المسلحة العابرة للحدود، وضمان عودة الدولة إلى المناطق التي غابت عنها لعقود.

اقرأ أيضا

اخترنا لك