الأحد 20 أبريل 2025
spot_img

القوة النووية الأمريكية تحت الاختبار.. تفاصيل تجربة “مينوتمان 3”

نفذت قيادة الضربة العالمية في القوات الجوية الأمريكية أول اختبار إطلاق لصاروخ باليستي عابر للقارات من طراز “مينوتمان 3” لعام 2025، وفقًا لبيان صادر عن قاعدة فاندنبرغ الفضائية. جاء في البيان أن الصاروخ غير المجهز بأسلحة تم إطلاقه في إطار اختبار تشغيلي عند الساعة 01:00 بتوقيت المحيط الهادئ في 19 فبراير، الموافق 12:00 بتوقيت موسكو.

تفاصيل الإطلاق

استهدف الاختبار مناطق متعددة حول أتول كواجالين في المحيط الهادئ، حيث تم إطلاق صاروخ “مينوتمان 3” المزود بثلاثة رؤوس حربية. وأكد خبراء أن هذه الخطوة قد تعكس توجهًا نحو اختبار أنظمة متعددة الرؤوس الحربية.

صرح القائم بأعمال وزير القوات الجوية، غاري أشورث، أن هذا الاختبار يعكس مدى استعداد القوات النووية الأمريكية، مؤكدًا أن التجربة تعزز الثقة في قدرة الولايات المتحدة على ردع أي تهديد وضمان أمن الحلفاء.

التزام بالاختبارات الروتينية

أكدت قيادة القوات الجوية أن الاختبار جزء من برنامج تجريبي مستمر منذ عقود، ولا يرتبط بأي تطورات جيوسياسية حالية. ووفقًا للعقيد دوريان هاتشتر، نائب قائد دلتا الإطلاق الفضائي 30، فإن هذه الاختبارات تهدف إلى ضمان الكفاءة التشغيلية والتفوق الاستراتيجي للصواريخ الباليستية.

تم تنفيذ الاختبار تحت إشراف مجموعة الاختبار والتقييم رقم 377، التي تعد الجهة الوحيدة المخصصة لتقييم أنظمة الصواريخ الباليستية الأمريكية. وأوضح العقيد داستن هارمون أن البيانات المستخلصة من هذه الاختبارات تساهم في تعزيز موثوقية المنظومات الدفاعية الحالية، كما تدعم مشاريع مستقبلية مثل برنامج “سينتينيل”.

نظام مينوتمان III: لمحة تاريخية

يعد “مينوتمان III” العمود الفقري للقدرات النووية الأمريكية الأرضية منذ السبعينيات، حيث تم تصميمه ليكون جاهزًا للإطلاق الفوري عند الحاجة. يُعرف رسميًا بـ LGM-30G، وهو التطوير الأحدث لسلسلة صواريخ “مينوتمان” التي بدأت في الستينيات، وتمثل نقلة نوعية بالاعتماد على الوقود الصلب بدلاً من الوقود السائل.

المواصفات والتقنيات

يبلغ طول الصاروخ 59 قدمًا وقطره 6 أقدام، ويتألف من ثلاث مراحل تعمل بالوقود الصلب، ما يتيح له الوصول إلى مدى يتجاوز 8000 ميل. تم تطوير نظام توجيه بالقصور الذاتي يضمن الدقة العالية في إصابة الأهداف.

أحد التطورات المهمة التي طرأت على “مينوتمان III” هو إمكانية تزويده بثلاثة رؤوس حربية متعددة الأهداف، مما يعزز من مرونة الاستجابة الاستراتيجية. يتم تخزين هذه الصواريخ في صوامع محصنة تحت الأرض، موزعة عبر ثلاث ولايات أمريكية، وتدار عبر شبكة محصنة تضمن استمرار جاهزيتها في جميع الظروف.

الأهمية الاستراتيجية والتحديات المستقبلية

يشكل “مينوتمان 3” جزءًا أساسيًا من الثالوث النووي الأمريكي، إلى جانب الغواصات والقاذفات الاستراتيجية. ورغم اعتماده منذ عقود، تثار تساؤلات حول استمراريته في ظل تطور التهديدات الحديثة، مما دفع القوات الجوية الأمريكية إلى تطوير برنامج “نظام الردع الاستراتيجي القائم على الأرض” ليحل محله مستقبلاً.

الاختبارات الدورية وإجراءات الأمان

تُجرى اختبارات إطلاق “مينوتمان 3” بانتظام من قاعدة فاندنبرغ، حيث تخضع لجدولة مسبقة لضمان دقة وفعالية النظام. ورغم ذلك، تواجه هذه المنظومة تحديات متزايدة، تشمل الحاجة إلى تحديث مستمر لمواكبة تطورات التهديدات السيبرانية وتعزيز بروتوكولات الأمان.

يظل “مينوتمان 3” أحد العناصر الأساسية في الاستراتيجية الدفاعية الأمريكية، حيث يعكس توازناً بين الاستعداد العسكري والردع النووي. وبينما تتجه الأنظار نحو الأنظمة المستقبلية، يبقى هذا الصاروخ رمزًا لقوة الردع التي تساهم في استقرار التوازن الاستراتيجي العالمي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك