الأربعاء 5 فبراير 2025
spot_img

القوات الجوية الأميركية تستعد لتطوير مقاتلات الجيل السادس الجديدة

تستعد القوات الجوية الأميركية لتشكيل استراتيجية جديدة تتعلق بالحروب الجوية خلال السنة الأولى من ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب، وهو أمر قد يحمل تداعيات تمتد لعقود قادمة.

واجهت القوات الجوية الأميركية تحديات كبيرة في عام 2024 لتحديد الخطوات المستقبلية فيما يتعلق بمشروع المقاتلة من الجيل السادس، الذي يُعرف باسم “السيطرة الجوية للجيل القادم” (NGAD)، أو حتّى في ما إذا كان ينبغي الاستمرار في هذا المشروع، وفقاً لمصادر صحفية.

تسببت التكلفة التقديرية الأولية للبرنامج، والتي تقدر بنحو ثلاثة أضعاف تكلفة مقاتلة F-35 Joint Strike Fighter، حيث تتراوح بين 250 و300 مليون دولار، في عرقلة خطط القوات الجوية الأميركية لتقدم المشروع.

مراجعة شاملة للطموحات

وفي الصيف الماضي، أوقفت القوات الجوية الأميركية خطط منح العقود الخاصة بالبرنامج وأطلقت مراجعة شاملة لاستراتيجيتها في التفوق الجوي ككل، سعياً لإيجاد طرق لتحقيق الأهداف بتكاليف أقل.

كان من المقرر أن تتخذ القوات الجوية قراراً بشأن برنامج NGAD قبل انتهاء عام 2024، ولكن بعد فوز ترمب في ديسمبر، أعلنت الخدمة أنها ستؤجل منح العقود إلى الإدارة الجديدة.

تشير القوات الجوية الأميركية إلى أن المقاتلة المتقدمة، التي ستستعاض بها عن طائرة F-22 Raptor، تشكل عنصرًا حيويًا لقدراتها العسكرية في أي صراع محتمل مع الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

توجيهات جديدة في التكنولوجيا الجوية

من المقرر أيضاً أن تتكامل المقاتلة مع عائلة من الأنظمة الحديثة، مثل الطائرات بدون طيار ذاتية القيادة والمصنفة كطائرات قتال تعاونية، فضلاً عن محرك متقدم يمكنه التكيف مع الظروف الطيرانية.

قبل أيام، صرح رئيس أركان القوات الجوية الأميركية، ديف أولفين، بأن التقنيات المعروضة من قبل الشركات المنافسة في برنامج تطوير الدفاع الجوي للجيل الجديد “مثيرة للإعجاب”، مع ضرورة التأكد من صحة الاتجاه قبل الالتزام بمسار معين.

وفي هذا السياق، اعتبر النائب روب ويتمان، رئيس اللجنة الفرعية للقوات المسلحة في مجلس النواب، أن القوات الجوية محقة في طرح “أسئلة صعبة” قبل اتخاذ خطوات واسعة في استراتيجية الدفاع الجوي للجيل القادم، مما يمنح الإدارة التالية فرصة لرسم خطة الاستراتيجية.

التوازن بين الطائرات المأهولة وغير المأهولة

ويؤكد ويتمان على أهمية تجنب إنشاء منصات دفاع صاروخي غير مجهزة بشكل صحيح لمواجهة التهديدات المستقبلية. وأوضح أن التجارب السابقة أظهرت أن القرارات المتخذة قد لا تُنجز لعقود، بينما قد تتغير التهديدات في غضون تلك الفترة.

تسعى القوات الجوية أيضاً للنظر في كيفية تنسيق منصة NGAD مع الطائرات القتالية التعاونية ونظام التزويد بالوقود الجوي NGAS.

منذ الانتخابات، تركز انتقادات مستشارَي ترمب البارزين، إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي، على فكرة بناء مزيد من الطائرات المقاتلة المأهولة، مع التأكيد على أن التركيز يجب أن ينصب على الطائرات بدون طيار.

التطور التكنولوجي والتعاون البشري

مع ذلك، يشدد ويتمان على أن الطائرات المقاتلة المأهولة ستظل ضرورية في الأمد القريب، إلا أن المستقبل سيشهد دوراً متزايداً للطائرات غير المأهولة، في ظل التطورات التكنولوجية السريعة.

وأشار إلى أن الانتقال الكلي من الطائرات المأهولة إلى غير المأهولة لا يزال أمامه سنوات. بينما أكد أولفين على أهمية حضور الطائرات بدون طيار في الحروب المستقبلية، مشدداً على ضرورة إيجاد توازن بين المنصات المأهولة وغير المأهولة.

وأوضح أن المستقبل يتطلب تعاوناً أكثر فعالية بين الإنسان والآلة لتحقيق النجاح في ساحات القتال.

اقرأ أيضا

اخترنا لك