spot_img
السبت 20 ديسمبر 2025
20.4 C
Cairo

الفقر يدفع يمنيين لبيع قبور ذويهم في صنعاء

spot_img

في خطوة غير مألوفة تكشف عن عمق المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان العاصمة اليمنية صنعاء، اضطُر المواطن عصام إلى بيع قبر والده، المحجوز له منذ سنوات، بهدف توظيف المبلغ البالغ 300 دولار في تجارة الملابس المستعملة. تأتي هذه الخطوة نتيجة الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعاني منها الملايين في البلاد.

أوضاع معيشية بائسة

أوضح عصام، في حديثه مع “الشرق الأوسط”، أن وضعه المالي والمعيشي شهد تدهوراً مستمراً، حيث لم يستطع العثور على فرصة عمل مناسبة منذ شهور، ما جعله غير قادر على توفير احتياجات أسرته المكونة من ثلاثة أبناء وزوجة ووالديه.

بسبب الظروف القاسية، قرر عصام أخيراً الحصول على إذن من والده للذهاب إلى مقبرة السنينة في مديرية معين، حيث تفاوض مع حارس المقبرة لتحصيل مبلغ 300 دولار، في الوقت الذي يعتمد فيه سعر الدولار في مناطق الحوثيين على قيمة محددة تقدر بنحو 530 ريالاً.

فقر يدفع للبيع

تسجل صنعاء وغيرها من المدن التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية، تزايداً مقلقاً في حالات بيع قبور السكان، حيث استنفد العديد منهم مدخراتهم خلال سنوات الحصار، ليضطروا لبيع قبورهم أو قبور ذويهم لتأمين سبل العيش.

وأكدت مصادر محلية لـ”الشرق الأوسط” أن المدينة تعاني من أزمة حادة في توفر المقابر، نتيجة تزايد أعداد الوفيات، بينما يتم تخصيص المقابر الجديدة لقتلى الحوثيين فقط، مما يزيد من تعقيد الوضع.

ألم الفقد والبيع

يعبّر عصام عن أسفه لبيع قبر والده، مشيراً إلى أنه لو كانت الظروف أفضل لما لجأ لهذه الخطوة، معترفاً بصعوبة العثور على قبر في حال وفاته أو وفاة أي من أفراد أسرته.

استيلاء واحتكار

يتهم سكان يمنيون المشرفين الحوثيين بمحاولة السيطرة على المقابر العامة في صنعاء، بهدف استثمارها وبيع قبور جديدة بأسعار مرتفعة. كما يُتهمون بتحويل أجزاء من أراضي المقابر إلى مشروعات تجارية وتسويقات سكنية.

تشير الشائعات إلى أن المقابر المشهورة في صنعاء، مثل الشهداء وخزيمة، تعاني من نقص حاد في الأماكن المخصصة للدفن، على الرغم من تأكيد السكان بوجود مقابر فارغة تملؤها الجماعة بأسعار عالية.

معاناة مستمرة

يتحدث السكان عن مشقات كبيرة أثناء البحث عن قبور لدفن موتاهم، حيث يعاني البعض من رفض حراس المقابر الذين يتم تعيينهم من قبل الحوثيين لاستقبال الجثامين بدعوى أن المقابر ممتلئة. في المقابل، يميل الحراس لبيع قبور فارغة بأسعار مرتفعة، مما يزيد من أعباء المواطنين.

اقرأ أيضا

اخترنا لك