spot_img
السبت 27 ديسمبر 2025
14.4 C
Cairo

العليمي يستنجد بالتدخل العسكري لحماية حضرموت

spot_img

تشهد المحافظات الشرقية من اليمن تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا يتزعمه المجلس الانتقالي الجنوبي، مما دفع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، إلى الطلب من تحالف دعم الشرعية التدخل عسكريًا لحماية محافظة حضرموت. هذا التطور يأتي في وقت حساس، حيث يسعى المجلس الانتقالي لتعزيز نفوذه في ظل الأوضاع المتوترة.

التصعيد العسكري

وذكرت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط» أن المجلس الانتقالي، الذي يسعى للانفصال عن شمال اليمن، يستفيد من الظروف الراهنة نتيجة الوساطة السعودية – الإماراتية لزيادة طموحاته العسكرية. تأتي هذه التحركات رغم استمرار جهود الوساطة الهادفة لإنهاء الصراع عبر انسحاب قوات المجلس من حضرموت والمهرة.

في هذا الإطار، أشار مصدر حكومي يمني إلى أن العليمي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد استعرض الوضع الأمني في حضرموت، مع التركيز على العمليات العدائية التي نفذها المجلس الانتقالي، والتي أثارت قلقًا حول انتهاكات حقوق الإنسان.

خرق التهدئة

أعتبر المصدر أن التصعيد المستمر منذ بداية الشهر الجاري يمثل خرقًا واضحًا للمرجعيات المتفق عليها، مثل إعلان نقل السلطة واتفاق الرياض. كما أنه يعرقل جهود الوساطة التي تبذلها الدول المعنية لتخفيف حدة التوتر في المنطقة.

على ضوء هذه التطورات، قام العليمي بتوجيه طلب رسمي إلى تحالف دعم الشرعية لتحرك عسكري لحماية المدنيين في حضرموت ودعم القوات المسلحة اليمنية في فرض التهدئة. وكرر دعوته لقيادة المجلس الانتقالي بضرورة تغليب المصلحة العامة والابتعاد عن أي تصعيد غير مبرر.

اجتماع طارئ

في هذا السياق، ترأس العليمي اجتماعًا طارئًا لمجلس الدفاع الوطني، بحضور عدد من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي وقادة عسكريين وأمنيين، لمناقشة الإجراءات الأحادية التي اتخذها المجلس الانتقالي وتداعياتها على الأمن الوطني.

واستعرض الاجتماع تقارير ميدانية حول الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون، مشدًدا على ضرورة عودة قوات المجلس إلى مواقعها السابقة وتسليم المعسكرات لقوات «درع الوطن» والسلطات المحلية.

تحذيرات سعودية

في بادرة تشير إلى تصعيد الجهود لحماية الاستقرار، صدرت تصريحات واضحة من وزارة الخارجية السعودية، رافضة للتحركات العسكرية الأحادية وداعية لعودة القوات إلى مواقعها السابقة. كما تم توجيه ضربة جوية تحذيرية في حضرموت لرفض فرض أي وقائع جديدة بالقوة.

وأفادت المصادر بأن هذه الضربة تأتي في إطار سياسة الردع الوقائي، مع تحذيرات من أن أي تصعيد إضافي سيقابل بإجراءات أكثر صرامة، مما يعكس شدة التوجه السعودي نحو ضبط الأوضاع على الأرض.

موقف المجلس الانتقالي

في محاولة لتبرير تحركاته، أصدر المجلس الانتقالي بيانًا اعتبر فيه أن أعماله تأتي استجابةً لدعوات شعبية، كما أعرب عن انفتاحه على التنسيق مع السعودية رغم وصفه الضربة الجوية بـ«المستغربة».

بدوره، حذر مراقبون من أن أي تنسيق سيكون غير مقبول إقليميًا ما لم يتم وقف التصعيد وإعادة القوات إلى مواقعها السابقة.

التطورات المتلاحقة

يحذر بعض السياسيين اليمنيين من أن الإصرار على عسكرة حضرموت قد يلحق ضررًا جسيمًا بالقضية الجنوبية، مما يجعلها تقتصر على الصراعات المسلحة بدلاً من تحويلها إلى مشروع سياسي يضمن سلامة اليمن ووحدته.

وقد أشار الخبراء إلى أن المجتمع الدولي أخذ يتجه نحو دعم الدول والمؤسسات بدلاً من الميليشيات، مشددين على أهمية الحوار السياسي الشامل كسبيل وحيد لمعالجة القضايا العالقة بما يحفظ وحدة اليمن.

وأكدت تحذيرات بأن عسكرة حضرموت تمثل خطوة غير عقلانية قد تؤدي إلى مزيد من الفوضى وتحديات إضافية أمام جهود السلام المستدامة.

اقرأ أيضا

النشرة الإخبارية

اخترنا لك