العراق وعُمان توقعان اتفاقيات لتعزيز التعاون الإقليمي والاقتصادي
في خطوة لتعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون الإقليمي، وقّع العراق وسلطنة عمان مذكرات تفاهم استراتيجية خلال زيارة رسمية لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى مسقط، حيث أكد الجانبان على أهمية خفض التوترات الإقليمية ومنع تصعيد الصراعات.
السوداني يلتقي سلطان عُمان
التقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بسلطان عُمان هيثم بن طارق آل سعيد، في قصر الحصن بصلالة، حيث جرى التأكيد على رغبة العراق في تعزيز العلاقات الثنائية، والمساهمة الفاعلة في جهود تحقيق الاستقرار الإقليمي.
أشاد السوداني بمواقف سلطنة عمان الداعمة لوقف العدوان ونشر السلام، بينما أكد السلطان هيثم بن طارق على حرص بلاده على تطوير العلاقات مع العراق في مختلف المجالات، وتوجيه الوزراء لتحويل مذكرات التفاهم إلى خطوات عملية ملموسة.
دعم عُمان لجهود العراق
أعرب سلطان عُمان عن دعمه لجهود العراق على الساحة الإقليمية، ومساعي الحكومة العراقية لوقف انتشار الصراعات وترسيخ الاستقرار في المنطقة، بما يعود بالنفع على شعوب المنطقة.
استعرض الجانبان سبل تعزيز التعاون والشراكة بين البلدين في قطاعات حيوية، خصوصاً الطاقة والاستثمار، بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين العُماني والعراقي.
دبلوماسية إقليمية جديدة
تأتي هذه الزيارة في إطار جهود العراق لتبني مسار جديد في الدبلوماسية الإقليمية، يهدف إلى خفض التصعيد في المنطقة، وذلك بالتشاور مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
على الرغم من التغيرات الجيوسياسية التي شهدها العراق منذ عام 2003، حافظت العلاقات الثنائية بين بغداد ومسقط على استقرارها، ويعمل البلدان على تعزيز الشراكات الثنائية من خلال تفعيل اللجنة العراقية العمانية المشتركة.
شراكة استراتيجية شاملة
أكد السوداني قبيل مغادرته بغداد، أن الزيارة تكللت بالتحضيرات المكثفة والاجتماعات المشتركة، مما أثمر عن إعداد مذكرات تفاهم في قطاعات متعددة تشمل الطاقة والسياحة وتخزين وتكرير النفط، بالإضافة إلى الصناعة وتوطين الصناعات الدفاعية، والنقل البحري وإدارة الموانئ.
تشمل الاتفاقيات أيضاً البحث العلمي والتعاون التربوي، وتجنب الازدواج الضريبي، والإسكان والتخطيط العمراني، والشباب والرياضة، والتبادل التجاري، وتنمية الصادرات، وتعزيز المنافسة ومنع الاحتكار، بما يخدم مصالح البلدين.
دعم عُمان للعراق
أشاد السوداني بمواقف سلطنة عمان الداعمة للعراق على المستويين الرسمي والشعبي، ومساندتها في مواجهة التحديات المختلفة التي مر بها العراق، مؤكداً على أهمية هذه العلاقات في تعزيز الاستقرار الإقليمي.
أشار السوداني إلى أن العراق يشهد حالة من الاستقرار، ويتبنى مواقف واضحة ومبدئية على الساحة الإقليمية، إضافة إلى نهضة عمرانية وتنموية، مؤكداً على أهمية دور الأشقاء العمانيين والعرب في تعزيز التنمية والاستثمار في الفرص المتاحة.
تجنب التصعيد الإقليمي
تضمنت مباحثات السوداني في مسقط مناقشات حول تأمين الاستقرار في المنطقة، وتجنب نشوب حرب بين إيران وإسرائيل، في ظل التوترات المستمرة بين الطرفين، حيث تسعى بغداد إلى لعب دور فاعل في تهدئة الأوضاع.
تتركز المخاوف العراقية على تأثير أي صراع جديد في المنطقة على الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في العراق في شهر تشرين الثاني القادم، وتسعى الحكومة العراقية بالتعاون مع الأطراف الدولية والإقليمية لتجنب أي تصعيد.
تهديدات مشتركة
بالتزامن مع زيارة السوداني، وصل مساعد وزير الخارجية الإيراني سعيد خطيب زاده إلى العراق في زيارة غير معلنة، التقى خلالها بوزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، لبحث التطورات الإقليمية وتوطيد العلاقات الثنائية.
حذر خطيب زاده خلال لقاءاته في بغداد من التهديدات المشتركة التي تواجهها المنطقة من إسرائيل والولايات المتحدة، مؤكداً على ضرورة تدارك هذه المخاطر والعمل على مواجهتها بشكل مشترك بين إيران والعراق.