قضت محكمة جنايات النجف العراقية بالسجن المؤبد على عراقي أدين بتهمة الاتجار بالبشر، بعد ثبوت انتمائه لعصابة دولية متخصصة في تجنيد مواطنين عراقيين وإرسالهم للقتال في صفوف القوات الروسية في الحرب الدائرة بأوكرانيا.
إدانة بالاتجار بالبشر
أكد مجلس القضاء الأعلى في بيان رسمي أن المتهم قام بتشكيل جماعات وإرسالها إلى دول أجنبية للقتال مقابل مبالغ مالية. وجرى الحكم عليه بموجب قانون مكافحة الاتجار بالبشر رقم 28 لسنة 2012.
وتأتي هذه الإدانة في ظل تزايد التقارير حول الأوضاع الصعبة التي يواجهها عراقيون في روسيا، بعد تعرضهم لعمليات احتيال وتجنيد للقتال في الحرب الروسية الأوكرانية.
تفاصيل عمليات التجنيد
كشفت مصادر قضائية أن المتهم استغل آخرين لتجنيد عراقيين عبر إغرائهم بالسفر للقتال مقابل مبالغ مالية، وتوفير سكن مجاني، وإمكانية الزواج من نساء روسيات.
ووصف مسؤولون هذه الأفعال بأنها جرائم منظمة عابرة للحدود وتمثل تهديدًا للأمن الوطني. واستند الحكم إلى أدلة واعترافات في ملف الدعوى، وفقًا للقوانين النافذة.
مناشدات للتدخل العاجل
تزايدت الدعوات الشعبية للسلطات العراقية للتصدي لشبكات التهريب والاتجار بالبشر، خاصة تلك المتورطة في إرسال أشخاص إلى روسيا وأوكرانيا للمشاركة في الحرب الدائرة هناك.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ناشد الفنان حسين تركي السلطات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإنقاذه من خداع إحدى وكالات السفر العراقية.
خداع منظم للتجنيد
أفاد تركي بأنه تلقى عرضاً من وكالة سفر لإحياء حفلات في روسيا مقابل أجر مجزٍ، ولكن بعد وصوله موسكو، تم نقله إلى منطقة نائية، وسحب هاتفه، وإجباره على توقيع أوراق تبين أنها عقد تجنيد في الجيش الروسي.
وأكد أنه أُجبر على التدريب العسكري تمهيداً لإرساله إلى الجبهة في أوكرانيا، مما جعله ضحية لخداع منظم.
اتهامات بالتقاعس الرسمي
على الرغم من خطورة ملف تجنيد العراقيين في الحرب الروسية الأوكرانية، تتهم جهات شعبية السلطات العراقية بالتقاعس في متابعة تفاصيل القضية.
وتستند هذه الاتهامات إلى غياب إحصاءات رسمية حول أعداد المتطوعين وطرق استدراجهم، وتحديد ما إذا كان بعضهم يذهب بإرادته للعمل، أم نتيجة عمليات استدراج وتحايل.
المغريات المالية والتسهيلات
تشير بعض المصادر إلى وجود نحو 40 ألف عراقي يتقاضون حوالي 3000 دولار شهريًا، بالإضافة إلى تسهيلات مالية أخرى وإمكانية الحصول على جنسية أحد البلدين.
لجنة حكومية للحد من تجنيد العراقيين
أعلنت مصادر رسمية الشهر الماضي عن تشكيل الحكومة العراقية لجنة برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم العرجي لوضع آلية للحد من ظاهرة التحاق الشباب العراقي بالجيشين الروسي والأوكراني.
وأفادت المصادر بأن جهاز المخابرات ينسق مع وزارة الخارجية لمخاطبة السفارتين العراقيتين في موسكو وكييف لمتابعة أوضاع المواطنين العراقيين في الجيشين.
ضحايا الحرب الروسية الأوكرانية
نشر العديد من أهالي الشباب المفقودين مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي يتحدثون فيها عن طرق استدراج أبنائهم وإغرائهم للقتال في الحرب.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن الأمر لا يقتصر على الجانب الروسي، بل يمتد لوجود متطوعين في الجيش الأوكراني، بعضهم يحملون الجنسية الروسية أو الأوكرانية.