السبت 15 نوفمبر 2025
spot_img

العراق: خلافات تعرقل تشكيل الحكومة.. والسوداني في أربيل

spot_img

العراق: سباق محموم لتشكيل الحكومة وسط خلافات بشأن السوداني

تتسارع وتيرة المشاورات بين القوى السياسية العراقية الفائزة في الانتخابات التشريعية الأخيرة لتشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة. وتتصدر هذه المشاورات ملفات رئيسية، أبرزها تشكيل الكتل البرلمانية وتوزيع الحقائب الوزارية، وسط انقسامات حادة بشأن إمكانية التجديد لرئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني.

وتبرز تحديات كبيرة في المشهد السياسي، تتصل بتباين وجهات النظر داخل “الإطار التنسيقي”، الكتلة التي تضم قوى سياسية شيعية بارزة. الخلافات تدور حول تحديد الكتلة الأكبر في البرلمان ومستقبل السوداني في الحكومة المقبلة.

صراع الكتلة الأكبر

مصادر مقربة من السوداني تؤكد تمسكه بسياسات “الإطار التنسيقي”، مع إصراره على الترشح مجدداً لرئاسة الوزراء. في المقابل، ترى بعض القوى السياسية ضرورة إعادة تقييم المواقف داخل التحالف الشيعي، خاصة بعد حصول بعض الكتل على مقاعد برلمانية أكثر من المتوقع، ما يستدعي إعادة النظر في التحالفات القائمة.

سياسي عراقي مطلع كشف عن أن الخلافات داخل “الإطار التنسيقي” تركز على ضرورة تنسيق المواقف بين جميع الأطراف لضمان تشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان. وأشار إلى أن المواقف المتباينة من السوداني ستكون حاسمة، وأن أي تشكيل حكومي سيعتمد على مفاوضات مكثفة داخل الإطار، وكذلك مع القوى السُّنية والكردية التي قد تسعى لفرض شروطها.

السوداني في أربيل

في سياق متصل، يعتزم رئيس الحكومة محمد شيّاع السوداني زيارة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، خلال اليومين المقبلين. تهدف الزيارة إلى عقد لقاءات مع القيادات السياسية الكردية، وعلى رأسهم مسعود بارزاني ونيجيرفان بارزاني ومسرور بارزاني، لمناقشة الملفات العالقة وتشكيل التحالفات لما بعد الانتخابات.

وتشمل أجندة الزيارة أيضاً حضور حفل للجامعة الأميركية في محافظة دهوك ولقاء مسؤولين حكوميين محليين.

نتائج الانتخابات وتحديات السوداني

“ائتلاف الإعمار والتنمية” بزعامة السوداني حقق أكبر فوز في الانتخابات الأخيرة بحصوله على 46 مقعداً برلمانياً، مدعوماً بأصوات أكثر من 1.3 مليون ناخب.

ورغم هذا الفوز، لا يزال طريق السوداني نحو ولاية ثانية محفوفاً بالصعوبات. يواجه السوداني معارضة من شخصيات بارزة داخل الإطار التنسيقي، أبرزهم نوري المالكي، الذي حصل على 29 مقعداً، بالإضافة إلى تحفظات من قادة آخرين مثل قيس الخزعلي وعمار الحكيم.

رفض التجديد للسوداني

وتفيد مصادر مطلعة بأن القوى الأربع الكبرى داخل الإطار التنسيقي اتفقت على رفض منح السوداني ولاية ثانية.

وتشير التقديرات إلى أن هذه القوى، بالإضافة إلى تحالفات شيعية أخرى، تمتلك مجتمعة أكثر من 100 مقعد، ما يجعلها الأقرب لتشكيل “الكتلة الأكثر عدداً” المخولة بترشيح رئيس الوزراء، وفقاً للنظام السياسي العراقي.

دستور “الكتلة الأكبر”

وتنص المادة 76 من الدستور العراقي على أن “رئيس الجمهورية يكلف مرشح الكتلة النيابية الأكثر عدداً بتشكيل مجلس الوزراء خلال خمسة عشر يوماً من تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية”. ومع ذلك، ظل تعريف “الكتلة الأكثر عدداً” موضع خلاف منذ انتخابات 2010، حيث فسرت المحكمة الاتحادية العليا المفهوم على أنه قد يكون القائمة التي فازت بأكبر عدد من المقاعد قبل الانتخابات أو تحالفاً تشكل بعد الانتخابات ويحظى بالأغلبية البرلمانية.

تهنئة أميركية للحكومة العراقية

على الصعيد الدولي، هنأت وزارة الخارجية الأميركية الشعب العراقي على الانتخابات السلمية، وأكدت أن الأحزاب الفائزة يمكنها المضي قدماً في تشكيل الحكومة الجديدة. وأشارت إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تعزيز العلاقات مع العراق، وفقاً لمبادئ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

وفي وقت سابق، أكد مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى العراق، مارك سافيا، التزام بلاده بدعم سيادة العراق وجهود الإصلاح والحد من التدخلات الخارجية والمجموعات المسلحة، إضافة إلى التعاون مع الحكومة العراقية في مجالات الأمن والطاقة والتنمية لبناء مستقبل مستقر للعراقيين.

مستقبل تشكيل الحكومة

يبقى تماسك القوى الشيعية داخل “الإطار التنسيقي” والتوافق مع الأحزاب الكردية والسُّنية، هما العاملان الحاسمان في تشكيل الحكومة المقبلة. في الوقت نفسه، تستمر الضغوط الدولية والإقليمية في التأثير على الحسابات السياسية، بما في ذلك متابعة واشنطن لدور العراق في تعزيز الأمن والاستقرار، وتأكيدها على سيادة الدولة واستقلالية قرارها.

اقرأ أيضا

اخترنا لك