بغداد تشهد مفاوضات معقدة لتشكيل الحكومة وسط خلافات كردية وسنية وشيعية
تتجه الأنظار في بغداد نحو مسار تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، في ظل تعقيدات متزايدة لا تقتصر على منصب رئيس الوزراء المخصص للشيعة، بل تمتد إلى خلافات عميقة بين المكونات السياسية المختلفة.
صراع المناصب السيادية
بينما تتضارب التصريحات حول مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الوزراء، يشتد الخلاف الكردي حول منصب رئيس الجمهورية، وسط تنافس بين العرب السنة والأكراد على هذا المنصب.
الخلافات السنية تتصاعد مع مساع لتشكيل إطار سني موحد، أو أغلبية سنية داخل المكون السني، بهدف حسم منصب رئيس البرلمان بين حزب “تقدم” بزعامة محمد الحلبوسي وأحزاب أخرى.
الطعون الانتخابية تهدد الاستقرار
تواجه نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في 11 تشرين الثاني الماضي أكثر من 800 طعن أمام مفوضية الانتخابات، مما يثير مخاوف من إعادة الانتخابات في حال ثبوت عمليات تزوير واسعة النطاق.
زيارة المالكي إلى أربيل
في خطوة مفاجئة، توجه نوري المالكي، رئيس الوزراء الأسبق وزعيم ائتلاف دولة القانون، إلى أربيل، بينما أعلن حزب الدعوة ترشيحه لرئاسة الوزراء، مما أثار جدلاً واسعاً.
“خطأ تكتيكي” يكشف المستور
وصف قادة في حزب الدعوة إعلان ترشيح المالكي بأنه “خطأ تكتيكي”، إذ بدا وكأن الهدف هو إقناع الزعيم الكردي مسعود بارزاني بدعم الترشيح مسبقاً، دون حسم الاتفاق على المناصب السيادية الأخرى.
رسائل متبادلة وتفسيرات متعددة
على الرغم من حذف حزب الدعوة لمنشوره المتعلق بترشيح المالكي، إلا أن إعادة نشره بعد مباحثاته مع القيادة الكردية فسّرها المراقبون على أنها مؤشر على عدم نجاح المباحثات بالقدر المطلوب.
أربيل تضع شروطاً
الموقف الكردي كان واضحاً بأن المسألة لا تقتصر على منصب رئيس الوزراء، بل تشمل أيضاً منصب رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان، مع الإصرار على بحث الملفات العالقة بين أربيل وبغداد، مثل القوانين المؤجلة وقضايا الرواتب والشراكة.
تحالفات المصالح تتشكل
يقول السياسي العراقي صلاح العرباوي إن الساحة السياسية تشهد حراكاً قوياً بعد الانتخابات، حيث تُنسج التحالفات على أساس المصالح الحزبية وتتم عملية التوزيع الاسترضائي للسلطة بين الأحزاب الفائزة.
معضلة الشخصيات الضعيفة
يرى العرباوي أن الأزمة الحقيقية تكمن في الاشتراطات التي تضعها القوى الحاكمة لشغل المواقع الأولى في الدولة، حيث تبحث عن شخصيات ضعيفة يمكن التحكم بها، بدلاً من رؤساء أقوياء بحجم الوطن.
أزمة برامج ورئاسات
من جهته، يرى أستاذ الإعلام غالب الدعمي أن الأزمة داخل الكتل السياسية هي أزمة برامج واختيار رئيس وزراء ورئيس جمهورية، وأن المشكلات الخاصة باختيار رئيس الجمهورية داخل كردستان ربما هي أقوى من المشكلات الخاصة باختيار رئيس الوزراء شيعياً.
صراع الرئاسات يشتد
يضيف الدعمي أن الصراع على تشكيل حكومة كردستان يمكن أن ينسحب على اختيار رئيس الجمهورية، مع العلم بأن انتخاب رئيس الجمهورية يحتاج إلى ثلثي أعضاء البرلمان، مما يزيد من تعقيد الأزمة.


