بغداد تتخوف من تداعيات الصراع الإسرائيلي الإيراني وتعتبره تهديدًا وجوديًا للبلاد، يفوق في خطورته اجتياح تنظيم داعش لأراضيها، وسط تحذيرات دولية وإقليمية من مغبة التورط في أي هجمات انطلاقًا من الأراضي العراقية.
رسائل وتحذيرات
تلقت بغداد رسائل إسرائيلية عبر قنوات دبلوماسية، مفادها أن أي هجمات تستهدف إسرائيل من الأراضي العراقية ستواجه برد “قاسٍ ومؤلم”، مع تحميل السلطات العراقية المسؤولية الكاملة عن أي اعتداءات.
واشنطن بدورها حذرت بغداد من العواقب الوخيمة لأي هجمات تشنها الفصائل الموالية لإيران، منبهة إلى خطورة الوضع وتداعياته على استقرار المنطقة.
سيناريو الكارثة المحتمل
تخشى السلطات العراقية من سيناريو كارثي يتمثل في شن فصائل عراقية هجمات على إسرائيل، مما يدفع الأخيرة إلى الرد بموجة اغتيالات تستهدف قادة الفصائل، على غرار ما حدث مع “حزب الله” اللبناني والجنرالات الإيرانيين.
تخوف آخر يتمثل في إلهاب الشارع الشيعي، ما يدفع المرجعية الدينية إلى اتخاذ موقف قوي، وتحويل الأزمة إلى مواجهة شيعية مع إسرائيل، ما قد يعمق الخلافات الداخلية.
تداعيات على الوحدة الوطنية
يثير هذا السيناريو مخاوف من أن تحمل مكونات عراقية المكون الشيعي مسؤولية إقحام البلاد في حرب كان يمكن تفاديها، مما يهدد وحدة العراق، وإعادة إحياء الخلافات بين المكونين السني والشيعي.
هناك خطر آخر يتمثل في احتمال إعلان الأكراد أن السلطة العراقية تتصرف وكأنها ممثلة لمكون واحد، وأن الإقليم يفضل الابتعاد عن بغداد لتجنب الانخراط في حروب لا يريدها.
سياسة الحكومة العراقية
تعاملت حكومة محمد شياع السوداني بحزم وحكمة مع هذه التحديات، حيث أبلغت الفصائل أنها لن تتسامح مع أي محاولة لإقحام البلاد في صراع يهدد وحدتها.
في الوقت نفسه، أبقت الحكومة قنوات الاتصال مفتوحة مع القوى الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، للحفاظ على الاستقرار وتجنب التصعيد.
الموقف الإيراني وتأثيره
استفادت السلطات العراقية من موقف إيران التي لم تشجع الفصائل على الانخراط في الحرب، بل حثتها على التزام الهدوء، حيث لم ترغب طهران في المجازفة بعلاقاتها مع العراق بعد خسارتها سوريا.
إدراك الفصائل العراقية بأن الحرب تفوق قدراتها لعب دورًا بارزًا، خاصة في ضوء ما تعرض له “حزب الله” في لبنان والاختراقات الإسرائيلية داخل إيران.
إحباط مخططات
على الرغم من الضغوط والجهود، حاولت “مجموعات منفلتة” الإعداد لثلاث هجمات، لكن السلطات العراقية نجحت في إحباطها قبل موعد تنفيذها، ومنع وقوع الأسوأ.
إيران تلقت ضربات موجعة بنقل المعركة إلى أراضيها وتشجيع أميركا على استهداف منشآتها النووية، ما يزيد من احتمالات جولة أخرى من القتال في حال عدم تقديم تنازلات في الملف النووي.