في خطوة تهدف إلى تعزيز السلم المجتمعي، أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن اتخاذ إجراءات قانونية بحق شخصين، هما إمام مسجد وشاعر شعبي، وذلك لنشرهما محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي اعتبر “يتضمن خطابات طائفية وكراهية”.
إجراءات قانونية
أوضحت الوزارة في بيان رسمي أن “لجنة المحتوى الهابط” التابعة لها، رصدت في الآونة الأخيرة ترويجاً لخطابات تهدد السلم المجتمعي. وقد باشرت اللجنة بالإجراءات القانونية اللازمة بحق كل من عداي الغريري (إمام مسجد) وعبد الحسين هيال الحاتمي (شاعر)، أمام محكمة تحقيق الكرخ المختصة بقضايا النشر والإعلام.
وأكدت الوزارة أن المحتوى الذي نشره الشخصان “يتعارض مع القوانين النافذة ويهدد النسيج الوطني”، مشددة على عزمها على التصدي لأي محاولات لزرع الفتنة والتحريض على الكراهية.
مخاطر خطاب الكراهية
تأتي هذه الإجراءات في ظل تنامي التحذيرات من مخاطر خطاب الكراهية والطائفية على استقرار المجتمعات، خاصة في ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي التي تتيح نشر هذه الخطابات بسهولة وسرعة.
ودعت الداخلية المواطنين إلى “توخي الحذر والامتناع عن نشر أو تداول مثل هذه الخطابات التي تسيء إلى وحدة المجتمع وتثير الفتنة”، مشددة على أهمية دور المجتمع في مكافحة هذه الظاهرة.
تأمين زيارة عاشوراء
يأتي هذا الإعلان بالتزامن مع الاستعدادات الأمنية المكثفة التي تقوم بها السلطات العراقية لتأمين مراسم زيارة العاشر من المحرم في كربلاء، حيث يتوافد الملايين من الزوار لإحياء هذه الذكرى.
وأعلنت وزارة الداخلية عن إكمال جميع الاستعدادات في كربلاء المقدسة، مؤكدة “عدم وجود أي قطوعات للطرق كما كان يحدث في سنوات الاضطرابات الأمنية والأعمال الإرهابية”.
خطة أمنية محكمة
أكد مدير دائرة العلاقات والإعلام في الوزارة، مقداد ميري، أن وزير الداخلية ورئيس اللجنة الأمنية العليا للزيارات المليونية، عبد الأمير الشمري، أشرف شخصياً على الخطة الأمنية والتنظيمية الخاصة بزيارة عاشوراء.
من جهته، أوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، العقيد عباس البهادلي، أن “الخطة الأمنية والخدمية تم إعدادها بجهود مشتركة، وبالتنسيق مع مختلف الأجهزة الأمنية والوزارات الخدمية”.
مرونة الخطة الأمنية
أضاف البهادلي أن “الخطة تشمل محاور عدة، وتمتلك من القوة والمرونة ما يجعلها قابلة للتنفيذ بكل كفاءة”، مشيراً إلى توزيع القطعات الأمنية في مختلف المناطق، بما في ذلك مداخل ومخارج المدن والمدينة القديمة.
وأكد أن “المدينة القديمة في كربلاء لا تحتوي أي مظهر من مظاهر السلاح، ويُعتمد فيها على الأمن المنظور وغير المنظور، إضافة إلى العمليات الاستخبارية”.
تنسيق وتعاون
وشدد البهادلي على أن الخطة “وُضعت بمرونة عالية وبدقة متناهية، وراعت أدق التفاصيل، منذ اليوم الأول من شهر محرم، مع ازدياد أعداد الزائرين وصولاً إلى يوم العاشر من محرم”.
وأشار إلى وجود “تنسيق عال بين جميع القطاعات، وجهد واضح للمفارز المنتشرة”، مؤكداً أن “الخطة مستمرة، ويمكن التعامل مع أي طارئ قد يحدث خلال تنفيذها”. وأكد أن الخطة ستركز على “عدم قطع أي شارع أو طريق مؤدٍ إلى كربلاء”.