الجمعة 11 أبريل 2025
spot_img

الطيارون الأفغان عالقون في باكستان بعد انسحابهم

يشعر الطيار الأفغاني توحيد خان بفخر عميق خلال تحليقه فوق مسقط رأسه كابل، مؤكداً ذلك في تصريحاته لقناة «سي إن إن». وفي صباح ربيعي هادئ بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد، عبر عن شعوره الكبير بالبهجة حيث ألقى نظرة على منزل طفولته، مبدياً سعادته الغامرة الذي لا يزال يشعر بها في قلبه.

على مدى عشرين عاماً، كان لطياري القوات الجوية الأفغانية دور بارز جنبا إلى جنب مع نظرائهم الأميركيين في مواجهة تنظيم «طالبان»، حيث نفذ البعض منهم هجمات جوية أسفرت عن خسائر فادحة في صفوف الإسلاميين. إلا أن هذا التعاون انتهى في أغسطس 2021 مع انسحاب القوات الأجنبية، وسقوط كابل تحت سيطرة «طالبان» مجدداً.

أوضاع معقدة

اليوم، يعيش خان مع أسرته الشابة في باكستان الجارة، وهو يخشى العودة إلى أفغانستان التي تسيطر عليها القوى التي قاتلها لسنوات. تتفاقم معاناته بالسياسات المناهضة للمهاجرين في كل من واشنطن وإسلام آباد، مما يدفعه للبحث عن بديل آمن قبل انتهاء المهلة المحددة في نهاية هذا الشهر.

انطلقت الحرب بعد الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001 رداً على هجمات 11 سبتمبر، مما أسفر عن دمار واسع للسكان المدنيين الذين لا يزالون يعانون من تداعياتها. وخلال الأشهر الستة الأولى من عام 2021، قُتل 5183 مدنياً، ووفقاً لدراسة أممية، فإن 785 طفلاً فقدوا حياتهم بسبب الهجمات الجوية الأميركية والأفغانية.

تداعيات الانسحاب

مع انسحاب القوات الأميركية، انهارت الحكومة الأفغانية والجيش، ما أتاح لمقاتلي «طالبان» العودة إلى السلطة من جديد. وقد أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن الأفغان الذين عملوا مع الحكومة السابقة هم الأكثر تعرضاً للخطر، موثقة عمليات القتل والإخفاء القسري والاعتقالات التعسفية.

في ظل هذا الوضع، يشعر الطيارون السابقون بقلق شديد من عمليات الانتقام المتوقعة من قبل «طالبان». حيث أفاد خان بأن ثمانية إلى عشرة من زملائه قُتلوا في هجمات مستهدفة، بينما أشار شون فاندايفر، مؤسس مجموعة «#AfghanEvac»، إلى أن هؤلاء الطيارين خاطروا بكل شيء من أجل أميركا، وتعرضت حياتهم للخطر بسبب عدم وفاء الولايات المتحدة بوعودها لهم.

معاناة متزايدة

يعيش أيضاً صديق خان، المهندس الطيراني خپلواكا، في ظروف مشابهة من الخوف. بعد أن كان مسؤولاً عن إخلاء المناطق قبل استهدافها بالطائرات الأميركية، اضطر لتغيير منزله بشكل متكرر لأسباب أمنية حتى قبل سقوط كابل. الآن، يبيع الحطب لإطعام أسرته، معبراً عن خوفه من أن «طالبان» قد تستهدفه في باكستان.

من جهتها، نفت «طالبان» وجود أي خطر على الطيارين السابقين عند عودتهم لأفغانستان، حيث أكد المتحدث باسمهم، ذبيح الله مجاهد، أن الطيارين يعتبرون أصولاً قيمة، وأن بعض زملائهم عادوا بالفعل للعمل. ومع ذلك، لم تتلق السفارة الأميركية في إسلام آباد أي تعليقات حول هذه المسألة.

بقاء في المجهول

في إحدى غرف شقته المتواضعة بإسلام آباد، يجلس خان، مغتبطاً بصورة طفولته بينما تلاحقه ذكريات الحياة السابقة. ومنذ مارس 2022، استطاع الوصول إلى باكستان، بنصيحة من طيار أميركي كان من مدربيه، ولكن منذ ذلك الحين لم يحصلعلى أي رد حول طلبه للجوء إلى الولايات المتحدة.

لقد أضحى الأمل في إعادة توطينه في الولايات المتحدة معلقاً في ظل السياسات الجديدة الأكثر تشدداً تجاه المهاجرين، مما يزيد من تعقيد معاناته. وفي تقرير لمجموعة «#AfghanEvac»، تبين أن حوالي 2000 أفغاني استوفوا شروط إعادة التوطين، إلا أنهم لا يزالون عالقين دون حلول واضحة.

حتى أن هنالك مخاوف تتعلق بإمكانية إدراج أفغانستان ضمن الحظر الجديد للسفر، ما يزيد الوضع سوءاً بالنسبة للأفغان الذين يسعون للحصول على الحماية. في ظل كل هذه التحديات، يبقى السؤال: كيف سيتجاوز هؤلاء المصاعب ويحصلون على فرص جديدة في الحياة؟

اقرأ أيضا

اخترنا لك