واشنطن: تقرير استخباراتي يكشف محدودية أثر الضربات الأمريكية على برنامج إيران النووي.
كشف تقرير استخباراتي أمريكي أولي سري أن الضربات التي شنتها الولايات المتحدة على إيران لم تحقق الهدف المعلن بتدمير برنامجها النووي، بل أرجأته بضعة أشهر فقط، على عكس ما صرح به الرئيس دونالد ترامب.
الضربات لم تدمر البرنامج
أكدت مصادر مطلعة على تقرير وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية أن الضربات التي نفذت الأحد الماضي لم تدمر بشكل كامل أجهزة الطرد المركزي أو مخزون اليورانيوم المخصب.
التقرير أوضح أن الضربات أغلقت مداخل بعض المنشآت، دون تدمير كامل للمباني المقامة تحت الأرض. هذا التقييم الأولي يثير تساؤلات حول فعالية العمل العسكري الأمريكي وتأثيره الفعلي على القدرات النووية الإيرانية.
البيت الأبيض يرد على التقييم
اعتبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، هذا التقييم “خاطئ تمامًا” ومصنفًا سريًا للغاية، معربة عن استنكارها لتسريبه.
وصفت ليفيت تسريب التقييم بأنه “محاولة واضحة للنيل من الرئيس ترامب وتشويه سمعة طياري المقاتلات الشجعان الذين نفذوا بشكل مثالي مهمة لتدمير برنامج إيران النووي.”
تدمير كامل أم أضرار جسيمة؟
أكدت ليفيت أن “الكل يعلم ما يحدث عندما تلقي 14 قنبلة زنة الواحدة منها 30 ألف رطل على نحو مثالي على أهدافها: تدمير كامل.”
ووفقًا للتقارير، قصفت قاذفتان من نوع “بي-52” موقعين نوويين إيرانيين بقنابل “جي بي يو-57” الخارقة للتحصينات، بينما ضربت غواصة موقعًا ثالثًا بصواريخ “توماهوك” الموجهة.
تباين في التصريحات الرسمية
في حين وصف الرئيس ترامب الهجمات بأنها “نجاح عسكري باهر”، مؤكدًا أنها “دمرت بشكل تام وكامل” ثلاث منشآت نووية في إيران، صرح وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث بأن القوات الأمريكية “دمرت البرنامج النووي الإيراني”.
في المقابل، كان رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال دان كين أكثر تحفظًا، مشيرًا إلى أن “التقييمات الأولية تشير إلى أن المواقع الثلاثة تعرضت لأضرار وتدمير شديدين”.
إيران تؤكد استمرار البرنامج
أعلنت الحكومة الإيرانية أنها “اتخذت الإجراءات اللازمة” لضمان استمرار برنامجها النووي، مؤكدة قدرتها على تجاوز الأضرار الناجمة عن الهجمات.
أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أن “خطط إعادة تشغيل المنشآت كانت معدة مسبقًا، وتقضي استراتيجيتنا بضمان عدم انقطاع الإنتاج والخدمات”.
مخزون اليورانيوم
أكد مستشار للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي أن بلاده لا تزال تحتفظ بمخزونها من اليورانيوم المخصب رغم الهجمات الأمريكية، مشددًا على أن “اللعبة لم تنته”.
الخلفية الاستراتيجية
يُذكر أن إسرائيل شنت في 13 يونيو (حزيران) الماضي حملة ضربات جوية استهدفت مواقع نووية وعلماء وكبار القادة العسكريين في إيران، في محاولة لتعطيل الجهود النووية الإيرانية.
بعد أسابيع من الجهود الدبلوماسية الفاشلة لإيجاد اتفاق بديل للاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في العام 2018، قرر الرئيس ترامب التدخل عسكريًا.
تفاصيل العملية العسكرية
كشف الجنرال كين أن العملية العسكرية الأمريكية شاركت فيها 125 طائرة، بما في ذلك قاذفات شبح ومقاتلات وطائرات إمداد جوي بالوقود وغواصة صواريخ موجهة وطائرات استخبارات ومراقبة واستطلاع.
