بكين تعزز التعاون الاستراتيجي مع موسكو، والرئيس الصيني يؤكد على الشراكة “الأكثر استقراراً” قبل زيارة بوتين المرتقبة، مشدداً على بناء نظام عالمي أكثر عدلاً وإنصافًا.
تطوير آليات التعاون
أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ تصميم بلاده على تعزيز آليات التعاون مع روسيا في مختلف المجالات، وذلك قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بكين.
وشدد شي على أن العلاقات بين البلدين تمثل “مصدرًا ثابتًا للسلام العالمي”، مشيراً إلى أهمية حماية المصالح المشتركة وتوحيد جهود دول الجنوب.
شراكة استراتيجية متينة
وصف شي الشراكة بين الصين وروسيا بأنها “الأكثر استقراراً ونضوجاً واكتمالاً على المستوى الاستراتيجي”، مؤكداً على التطلعات المشتركة نحو بناء عالم أكثر عدلاً.
كما أشاد بالدور الذي تلعبه روسيا والصين في الحفاظ على التعددية الحقيقية ودفع النظام العالمي نحو مزيد من الإنصاف والعدالة.
زيارة بوتين إلى الصين
يبدأ الرئيس بوتين زيارة إلى الصين في 31 آب/أغسطس، تستمر أربعة أيام، تشمل المشاركة في فعاليات الاحتفال بمرور ثمانين عاماً على النصر في الحرب العالمية الثانية.
ومن المقرر أن يعقد على هامش الاحتفالات قمة مجموعة “شنغهاي”، بالإضافة إلى لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف.
ترتيبات الزيارة
أعلن الكرملين عن استكمال الترتيبات الخاصة بالزيارة، التي تحظى باهتمام كبير من جانب موسكو. وأُطلقت سلسلة من الفعاليات الثنائية تمهيداً للزيارة، بما في ذلك اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة واجتماع للمسؤولين على المستوى البرلماني.
وحمل رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، رسالة شفهية من بوتين إلى الرئيس الصيني، تضمنت تمنيات بتطوير العلاقات.
تعزيز التعاون البرلماني
أطلع فولودين الرئيس شي على نتائج الاجتماع العاشر للجنة البرلمانية المشتركة للتعاون بين الجمعية الاتحادية لروسيا الاتحادية والمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني.
وأكد فولودين على أهمية تفعيل القرارات المتخذة على مستوى رؤساء الدول تشريعياً، مشيراً إلى أن اللجنة البرلمانية المشتركة تدرس حالياً القضايا المتعلقة بتطوير العلاقات بين البلدين.
مساهمة برلمانية فعالة
أشاد شي جينبينغ بمساهمة رئيس مجلس الدوما والنواب الروس في تطوير التعاون بين البلدين، وأكد على أهمية الحفاظ على الصداقة التقليدية وتعزيز التبادلات والتفاعلات في مختلف المجالات.
كما شدد على ضرورة تعزيز بناء نظام دولي أكثر عدلاً، واصفاً العلاقات بين روسيا والصين بأنها “الأكثر استقراراً ونضوجاً واكتمالاً استراتيجياً بين القوى الكبرى”.
إحياء ذكرى الحرب العالمية
تطرق شي إلى المناسبة الاحتفالية التي يشارك فيها بوتين، مشيراً إلى التضحيات الجسيمة التي قدمها الاتحاد السوفياتي والصين في مقاومة العسكرة اليابانية والعدوان النازي، وإسهامهما الكبير في تحقيق النصر في الحرب العالمية الثانية.
مواجهة التحديات المشتركة
أكد فولودين أن روسيا والصين، تتغلبان على تحديات الدول المعادية، وتبنيان شراكة شاملة وتفاعلاً استراتيجياً، مشيراً إلى أن العقوبات غير القانونية والحروب التجارية تهدف إلى عرقلة التنمية.
وأضاف فولودين: “لقد ارتدت العقوبات على من فرضوها”.
قضايا مشتركة
ناقش نواب مجلس الدوما وأعضاء مجلس الاتحاد مع البرلمانيين الصينيين قضايا مواجهة العقوبات والتدخل الخارجي، وحماية آثار الحرب العالمية الثانية، وتوسيع نطاق التبادلات الشبابية.
موقف محايد من الحرب الأوكرانية
على الرغم من تعزيز العلاقات بين بكين وموسكو منذ بدء الحرب الأوكرانية، تشدد الصين على موقفها المحايد، وتدعو إلى إنهاء النزاع عبر المفاوضات، متهمة الدول الغربية بإطالة أمد الحرب عبر دعم كييف عسكرياً.
قمة منظمة شنغهاي
أعلن الكرملين أن بوتين سيشارك خلال زيارته إلى الصين في قمة منظمة “شنغهاي” للتعاون، التي ستُعقد في تيانجين، كما سيحضر العرض العسكري الكبير في بكين بمناسبة الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية.