تفوق صيني في مجال الغواصات
أصبح بحوزة الصين أكبر أسطول بحري في العالم، ورغم ذلك، لا تزال الولايات المتحدة تحتفظ بتقدم ملحوظ في الغواصات وحاملات الطائرات. ومع ذلك، تكشف التقارير الأمنية الأخيرة عن اتجاه متزايد نحو تقليص هذا الفجوة، خاصةً في الحرب تحت سطح البحر، حيث تقترب الصين من إحراز تقدم في مجالي الكم والنوع.
بحلول عام 2030، من المتوقع أن تتفوق الصين على الولايات المتحدة ليس فقط في عدد الغواصات، ولكن أيضًا بفضل هدوء وسرعة هذه الغواصات، إضافةً إلى قدرتها على حمْل أسلحة متطورة وأجهزة استشعار متقدمة.
تسارع التوترات في المحيط الهادئ
قد تؤدي التطورات في تكنولوجيا الغواصات إلى تغيير ميزان القوى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. على ضوء النزاع في أوكرانيا، تظل تايوان منطقة توتر محتملة، حيث أعلنت الصين استعدادها لإعادة توحيدها بالقوة إذا لزم الأمر.
توقعات المسؤولين الأميركيين تشير إلى إمكانية الغزو الصيني لتايوان بحلول عام 2027، بينما تنفي بكين وجود أي موعد محدد لذلك. أي نزاع حول تايوان سيعزز من دور البحرية، لا سيما أسطول الغواصات.
قدرات بحرية متزايدة
وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، تمتلك الصين الآن 234 سفينة حربية، متفوقةً على البحرية الأميركية التي تملك 219 سفينة. تشمل هذه الأرقام جميع القطع البحرية المسلحة والتي تزيد إزاحتها على 1000 طن.
من جانبها، تدعم ورقة بحثية صادرة عن الكونغرس الأميركي هذا التحليل، حيث تؤكد أن البحرية الصينية تعد الأكبر في شرق آسيا، وقد تجاوزت البحرية الأميركية في عدد السفن بين عامي 2015 و2020.
تفوق أميركي في التكنولوجيا
على الرغم من هذه الأرقام، لا تزال الولايات المتحدة تحتفظ بتفوق تقني في مجالي حاملات الطائرات والغواصات. تمتلك البحرية الأميركية 11 حاملة طائرات نووية مقارنةً بحاملات الطائرات الصينية، التي لا تتجاوز اثنتين حاليًا.
تتوقع التقارير أن الجهود الصينية لتضييق الفجوة في هذا المجال قد يستغرق بعض الوقت، بينما تتسارع التطورات في مجال الغواصات.
تطوير الغواصات الصينية
طبقًا لمبادرة التهديد النووي، تمتلك البحرية الأميركية 71 غواصة، بينما تمتلك الصين 60 غواصة، منها 12 نووية. تتميز الغواصات الصينية بتقنيات حديثة تزيد من فعاليتها وكفاءتها تحت الماء.
أول غواصة نووية صينية دخلت الخدمة عام 1974، ومنذ ذلك الحين، حققت الصين تقدمًا ملحوظًا في تطوير غواصاتها، ويشير المحللون إلى أن الغواصات الجديدة ستكون أكثر هدوءًا وكفاءة.
قفزة تكنولوجية في الغواصات
وفقًا لتعليق ضابط سابق في البحرية الأميركية، قد تشهد الصين تقدمًا تكنولوجيًا كبيرًا في غواصاتها، مما يجعلها أصعب لتتبعها. وتهدف الصين إلى توسيع قدرتها البحرية من خلال تطوير غواصات مثل طراز Type 095، والتي تُتوقع أنها ستكون هادئة جدًا.
بفضل التقدم السريع في التكنولوجيا البحرية، من المتوقع أن يتجاوز عدد الغواصات الصينية نظيرتها الأميركية في السنوات القادمة، مما يشير إلى تحول كبير في العلاقات البحرية الدولية.
تحديات مستقبلية
بالرغم من زيادة أعداد الغواصات الصينية، فإن البحرية الأميركية تحتفظ بتفوق في الخبرة القتالية والتحالفات الإقليمية.
في حالة نشوب صراع مع الصين، من المرجح أن تحظى الولايات المتحدة بدعم من حلفاء مثل اليابان وكوريا الجنوبية.
بينما تستمر الصين في توسيع قدراتها البحرية، تظل الولايات المتحدة متفوقة في مجالي حاملات الطائرات والغواصات النووية، وهذه الدينامية ستظل موضوع اهتمام وتحليل في السنوات القادمة.