بكين تستعرض قوتها العسكرية وتوجه رسائل للعالم
في استعراض عسكري ضخم، استعرضت الصين أحدث ترسانتها العسكرية، مسلطة الضوء على طموحاتها الجيوسياسية ومكانتها المتنامية كقوة عالمية. العرض العسكري، الذي أقيم في ساحة تيانانمين ببكين، تزامن مع الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، وحضره قادة وممثلون من 26 دولة، مما يعكس تحولات في موازين القوى العالمية.
تجاوز نصائح الزعيم الراحل
يُنظر إلى هذا الاستعراض على أنه خروج عن استراتيجية الزعيم الصيني الراحل دينغ تشاوبينغ، الذي دعا إلى “المراقبة بهدوء وإخفاء الموهبة”. يعكس هذا التحول تصميم الصين على إظهار قدراتها العسكرية والتكنولوجية المتطورة.
ميزان قوى جديد
حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بالإضافة إلى ممثل وحيد من الناتو (رئيس وزراء سلوفاكيا)، يشير إلى بداية تشكل ميزان قوى جديد في مواجهة الغرب، حيث تسعى الصين لتعزيز نفوذها في الساحة الدولية.
القدرات التكنولوجية الصينية
أظهرت الصين أنها لم تعد مجرد مقلدة للتكنولوجيا الغربية، بل أصبحت دولة مبتكرة قادرة على تصنيع أسلحة متطورة، بما في ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات العسكرية والمدنية. وتستعد الصين لتعزيز قدراتها القيادية ببناء مركز عسكري ضخم قرب بكين، أكبر من البنتاغون.
الأهداف الاستراتيجية للصين
تسعى الصين إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، أبرزها استعادة تايوان، وتأمين السيادة على بحر الصين الجنوبي، وفك الحصار الأمريكي عبر “خط الجزر الأول”.
السيطرة على تايوان
تعتبر تايوان جوهرة التاج في الاستراتيجية الصينية، حيث أن السيطرة عليها ستفتح الطريق أمام البحرية الصينية إلى المحيط الهادئ وتهدد خطوط الإمداد اليابانية. تسعى الصين إلى أن يتم الاعتراف بها كقوة عظمى على قدم المساواة مع الولايات المتحدة، وأن تصبح محورًا للعالم من خلال مشروع “الحزام والطريق”.
الحرب المحتملة في تايوان
في حالة نشوب صراع، ستكون الحرب على تايوان حربًا بحرية بالأساس. وتستفيد الصين من دراسة أداء الأسلحة الغربية ونقاط ضعفها في الحرب الأوكرانية لتعزيز قدراتها القتالية.
المسيّرات والغواصات
استعرضت الصين مجموعة متنوعة من المسيّرات، بما في ذلك المسيّرة الغواصة (AJX-002) القادرة على حمل أسلحة نووية، والمسيّرات الجوية الشبح (GJ-11) القادرة على ضرب أهداف داخل تايوان واستهداف القطع البحرية الأمريكية.
الصواريخ الباليستية العابرة للقارات
تضمن العرض صواريخ باليستية عابرة للقارات مثل (Dongfeng-61) و (Dongfeng-5C) القادرة على الوصول إلى الأراضي الأمريكية، بالإضافة إلى صاروخ “قاتل غوام” (Dongfeng-26D). تخطط الصين لزيادة ترسانتها النووية إلى 1500 رأس بحلول عام 2035.
أسلحة الليزر والرادارات
كشفت الصين عن سلاح ليزري للدفاع الجوي (LY-1) وصف بأنه “الأكثر قوة في العالم”. كما عرضت رادارات متطورة قادرة على رصد طائرات الشبح الأمريكية ورادارات مخصصة لحاملات الطائرات الصينية.
القوة الجوية والراجمات
استعرضت الصين قاذفات استراتيجية (XIAN H-6) وراجمات صواريخ (MLRS-190) مماثلة لمنظومة هيمارس الأمريكية، بالإضافة إلى طائرات مقاتلة متطورة مثل (J-20s) و (J-35).
السيناريو الأسوأ والأفضل
تستعد الصين للسيناريو الأسوأ، أي المواجهة مع الولايات المتحدة، لكنها تأمل في السيناريو الأفضل، وهو اعتراف أمريكي بمكانة الصين وقوتها. يبقى التحدي هو تجنب “فخ توسيديدس”، أي الحرب المحتملة بين قوة صاعدة وقوة مهيمنة.