أعلنت الصين، يوم الأربعاء، عن اعتزامها زيادة ميزانيتها الدفاعية بنسبة 7.2% في العام الحالي، في خطوة تهدف إلى تعزيز قوتها العسكرية لمواجهة التحديات الإقليمية والمنافسة مع التفوق الدفاعي الأميركي في آسيا. جاء ذلك خلال انعقاد المجلس الوطني لنواب الشعب الذي يُعتبر الهيئة التشريعية العليا في البلاد، وفق ما أفادت به وكالة “أسوشيتد برس”.
زيادة الميزانية الدفاعية
تبلغ الميزانية الدفاعية الجديدة حوالي 245 مليار دولار أميركي، مما يجعل الصين تمتلك ثاني أكبر ميزانية دفاعية في العالم، بعد الولايات المتحدة. كما أن البلاد لديها أكبر قوة بحرية على مستوى العالم.
تشير تقديرات وزارة الدفاع الأميركية وخبراء آخرين إلى أن الإنفاق الفعلي للصين قد يكون أعلى بنحو 40% أو أكثر، بسبب وجود نفقات أخرى غير مدرجة في الميزانية الرسمية، وفقاً للوكالة.
تباطؤ الاقتصاد وتأثيراته
تشير المعلومات إلى أن الزيادة في الميزانية الدفاعية هذا العام مُحافظة على نسبة الزيادة نفسها في العام الماضي، لكنها تظل أقل بكثير من الارتفاعات التي شهدتها البلاد في سنوات سابقة، مما يعكس تباطؤًا عامًا في الاقتصاد.
ووضعت الصين هدف نمو اقتصادي لهذا العام عند حوالي 5%، متحديةً الرسوم الجمركية الأميركية، ما يعكس أبرز التحديات التي تواجهها.
التوترات الإقليمية
يعود إنفاق الصين المستمر على التقنيات العسكرية المتطورة إلى التوترات المتفاقمة مع الولايات المتحدة وتايوان واليابان، بالإضافة إلى دول مجاورة أخرى لها مطالب إقليمية في بحر الصين الجنوبي. تشمل هذه التقنيات المقاتلات الشبحية، حاملات الطائرات، وتوسيع الترسانة النووية.
كما تشير “أسوشيتد برس” إلى أن الصين غالباً ما تبرر زيادة ميزانيتها الدفاعية بتكاليف التدريبات والصيانة، فضلاً عن تحسين مستوى معيشة أفراد جيشها، الذي يتكون من مليوني جندي.
التصعيد العسكري وأهداف الصين
على الرغم من ذلك، يؤكد الخبراء أن الهدف الرئيسي للجيش الصيني هو فرض السيطرة على تايوان، الجزيرة الديمقراطية التي تربطها علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، وتعتبرها بكين جزءاً من أراضيها.
في خطوة تعكس هذا التصعيد، أرسلت الصين مجموعة تضم خمس طائرات وسبع سفن إلى مناطق قريبة من تايوان، بعد أيام فقط من إرسالها عشرات الطائرات في إظهار للقوة.
ردات فعل تايوان والتحذيرات
أشارت الوكالة إلى أن هذه التحركات تهدف إلى إضعاف معنويات تايوان واستنزاف قدراتها الدفاعية، والتي زادت من قوتها مؤخرًا عبر الحصول على طائرات F-16 أميركية مُطوّرة، بالإضافة إلى دبابات وصواريخ محلية الصنع.
في كلمته أمام المجلس، أعرب رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانج، عن تفضيل الصين لحل سلمي فيما يتعلق بقضية تايوان، لكنه أكد “موقف الصين الثابت في معارضة أولئك الذين يسعون وراء الاستقلال الرسمي” للجزيرة، وكذلك الدول الأجنبية التي تدعمهم.
أثر التغيرات الدولية
صرح لي تشيانج أيضاً بأن الصين ستستمر في العمل على “إعادة توحيد البلاد”، مُعبرًا أمام نحو 3000 من أعضاء الحزب عن عزم الحكومة على تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية.
بدورها، أكدت وزيرة الدفاع التايواني هذا الأسبوع، أن الجزيرة تعتزم زيادة إنفاقها العسكري لمواجهة “الوضع الدولي سريع التغير والتهديدات المتزايدة من الخصوم”.
فيما توقعت أنطونيا حميدي، المحللة في معهد مركاتور الألماني لدراسات الصين، أن تُفضل الصين التركيز على الأهداف الاستراتيجية الرئيسية على حساب الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي.