الأربعاء 20 أغسطس 2025
spot_img

الصومال: صراع السلطة يضعف الفيدرالية و”الشباب” يستغل

spot_img

تفاقم الصراع في جوبا لاند الصومالية يثير مخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي، حيث كشفت المواجهات الأخيرة عن هشاشة النظام الفيدرالي في البلاد، مما يتيح الفرصة أمام “حركة الشباب” المتطرفة لتوسيع نفوذها.

نظام فيدرالي هش

بعد سنوات من النزاعات، يعيش الصومال تحت نظام اتحاد فضفاض يضم خمس ولايات تتمتع بحكم شبه ذاتي، وهي بونتلاند وجوبا لاند وغلمدغ وهيرشبيلي وولاية جنوب غربي الصومال. تشهد العلاقات بين هذه الولايات والحكومة المركزية في مقديشو توترات مستمرة.

سعي الحكومة المركزية لفرض سيطرتها على الولايات قبل الانتخابات المقررة العام المقبل، أوجد ثغرات استغلتها “حركة الشباب” للتوسع، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

تصاعد العنف

في الأسبوع الماضي، لقي جنديان صوماليان مصرعهما في اشتباكات بين قوات موالية للحكومة وعناصر تدعم سلطات جوبا لاند، وذلك بعد أيام من دعوات للتعبئة من كلا الطرفين. وقبل ذلك، قُتل خمسة جنود صوماليين في شهر يوليو الماضي.

تواجه الدولة الواقعة في القرن الأفريقي “حركة الشباب” منذ منتصف العقد الأول من الألفية، وشهدت السنوات الماضية تقدماً وتراجعاً للقوات الحكومية، بينما استعادت الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة السيطرة على مدن رئيسية خلال العام الحالي.

استغلال الصراعات

ترى المحللة الأمنية في القرن الأفريقي، سميرة غايد، أن تحويل الانتباه عن المعركة ضد “حركة الشباب” إلى السياسة، أدى إلى خسائر وانتكاسات في ميدان المعركة. وأكدت أن الحركة تستغل الصراع على السلطة كـ “محرك للتجنيد”.

وشددت غايد على أن هذه المواجهات لا تصب في مصلحة أي طرف، مسلطة الضوء على مدى ضعف الحكومة الفيدرالية الصومالية.

غياب الاتفاق السياسي

أشار عمر محمود، المحلل البارز في “مجموعة الأزمات الدولية”، إلى غياب اتفاق سياسي كافٍ عند تشكيل الحكومة الصومالية الفيدرالية في عام 2012، مما أدى إلى صراع دائم وتوتر داخل النموذج الفيدرالي.

خلافات سياسية

علقت جوبا لاند علاقاتها مع مقديشو في العام الماضي، بعد إعادة انتخاب زعيمها أحمد مادوبي، وهو أمير حرب سابق يتولى السلطة منذ عام 2012، لولاية ثالثة في اقتراع وصفته الحكومة المركزية بأنه “غير قانوني”.

صدرت مذكرة توقيف بحق مادوبي، المقيم في كيسمايو عاصمة الولاية بحكم الأمر الواقع، في ظل تصاعد التوتر مع اقتراب موعد الانتخابات.

انتخابات مرتقبة

يسعى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود لتنظيم أول انتخابات في تاريخ البلاد العام المقبل على أساس مبدأ “شخص واحد، صوت واحد”، وهي خطوة يعارضها مادوبي.

تكتسب منطقة جدو أهمية بالغة للحكومة المركزية، حيث يبدو أن الرئيس الصومالي ومادوبي يسعيان للسيطرة عليها، بهدف استغلال ذلك لاحقاً للتحكم في العملية الانتخابية.

تعيينات مثيرة للجدل

في الشهر الماضي، عيّن الرئيس محمود وزير الأمن السابق لدى مادوبي، عيد الرشيد حسن عبد النور، المعروف محلياً باسم جانان، رئيساً للعمليات الأمنية في جوبا لاند، علماً أن الأمم المتحدة اتهمت جانان في الماضي بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.

بعد اشتباكات الأسبوع الماضي، أعلن جانان سيطرته على بلدة حدودية رئيسية في جدو، وهي بلد حواء، معلناً عن تشكيل إدارة جديدة في المنطقة.

نزوح ولجوء

أدت المواجهات منذ يونيو الماضي إلى نزوح 38 ألف شخص داخلياً، وإجبار 10200 شخص على عبور الحدود إلى كينيا، وفقاً لبيانات رسمية.

دور القبائل

تلعب سياسة القبائل دوراً رئيسياً في الصومال، بما في ذلك في جوبا لاند.

ترى المحللة غايد أن القبيلة التي تقيم في منطقة جدو لم تكن يوماً مؤيدة سياسياً لزعامة أحمد مادوبي، وتشعر بالتهميش من جانبه.

انقسامات داخلية

تعتبر الحكومة الفيدرالية هذا الانقسام مدخلاً لإزاحة مادوبي، إلا أن معارضيه منقسمون أيضاً ولا يحظى الحكومة الفيدرالية بدعم كامل.

يبدو محمد جومالي، أحد مشايخ جوبا لاند، مقتنعاً بأن مقديشو ستفشل في تحقيق أهدافها. وأكد أن محاولات الحكومة الفيدرالية لضم جدو من الأراضي التي تديرها جوبا لاند قبل تشكيل إدارة موالية لن تنجح.

اقرأ أيضا

اخترنا لك