وضعت إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب خطة شاملة لمراجعة التهديدات الصاروخية التي تواجه الولايات المتحدة. يأتي ذلك في وقت تسعى فيه دول مثل روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية إلى تعزيز قدراتها الصاروخية عبر تطوير وإنتاج مجموعة متنوعة من الصواريخ الباليستية، الموجهة، والفرط صوتية، مدعمة بأساطيل من الطائرات دون طيار، كما ورد في تقرير لمجلة The National Interest.
تعمل هذه الدول على تكثيف جهودها في مجال الصواريخ، حيث تقدم كل من إيران وكوريا الشمالية صواريخ وطائرات دون طيار إلى روسيا لاستخدامها في العمليات ضد أوكرانيا، بينما تدعم موسكو برامج الفضاء الجوي لطهران وكوريا.
التغييرات الإيجابية في الدفاعات الصاروخية الأمريكية تشمل خطط وزارة الدفاع لنشر صاروخ اعتراضي من الجيل التالي قبل نهاية العقد الجاري.
صاروخ اعتراضي جديد
يعمل الصاروخ الاعتراضي الجديد على تعزيز فعالية نظام الدفاع الأرضي متوسط المدى الذي يحمي أمريكا الشمالية من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
علاوة على ذلك، أطلقت وكالة الدفاع الصاروخي فريق عمل جديد لإعادة تنظيم المهام والمسؤوليات، ودمج القدرات عبر المجالات، وتحديث التكنولوجيات الرقمية، وزيادة التعاون مع الشركاء والقوات العملياتية.
تجلى تقدم الولايات المتحدة في قدرات الدفاع الصاروخي خلال النزاعات في أوكرانيا والشرق الأوسط، مما يعزز فرصة إنشاء درع صاروخي شامل. لكن القيود على الميزانية والأولويات المتنافسة قد تؤثر سلبًا على هذه القدرة.
الدفاعات ضد الصواريخ الفرط صوتية
اعتبرت المجلة أن الولايات المتحدة متأخرة في تطوير الدفاعات ضد الصواريخ الفرط صوتية، مع مواصلة الجيشين الصيني والروسي بناء نظم إطلاق تقليدية ونووية أسرع من الصوت.
وفقاً لأحدث التقارير، تمتلك الصين ترسانة الصواريخ الأسرع من الصوت الأكثر تقدمًا في العالم. وقد استخدمت روسيا صواريخ فرط صوتية خلال عملياتها ضد أوكرانيا، بما في ذلك الصاروخ الباليستي متوسط المدى Oreshnik الذي تم استخدامه في ديسمبر الماضي.
يعتبر القادة الصينيون والروس أن الأسلحة الفرط صوتية تعزز قدراتهم الاستراتيجية، حيث يمكن للمركبات الانزلاقية الفرط صوتية تنفيذ هجمات غير متوقعة على الدفاعات الأمريكية.
تهديدات أسرع من الصوت
تؤكد المجلة الأمريكية على ضرورة وضع خطة متكاملة لمواجهة هذه التهديدات التي تفوق سرعة الصوت.
تعمل وزارة الدفاع على تطوير أقمار اصطناعية لمراقبة المركبات والصواريخ الأسرع من الصوت، بما يوفر تغطية مستمرة أثناء طيرانها. إضافة إلى ذلك، تدرس الوزارة تحديث رادار التمييز بعيد المدى لتحديد الأهداف الأسرع من الصوت.
ومع ذلك، فإن رؤية وتتبع الطائرات سريعة المناورة يمثل جزءًا فقط من التحدي، حيث يتطلب الأمر تطوير أساليب فعالة لإسقاطها قبل التأثير على الأهداف الحيوية.
حدد الكونجرس موعدًا نهائيًا لنشر القدرة الاعتراضية ضد المقذوفات الفرط صوتية بحلول نهاية العقد الجاري. وبناءً على ذلك، يركز “البنتاجون” جهود تطوير أول نظام مُحسّن لمهاجمة المقذوفات الفرط صوتية.
رغم كون هذه القدرة جديدة، فإن نظام اعتراض مرحلة الانزلاق (GPI) يعتمد على تقنيات مثبتة استخدمتها البحرية الأمريكية بنجاح ضد العديد من التهديدات في الشرق الأوسط.
قيود التمويل
تواجه وزارة الدفاع الأمريكية قيودًا تمويلية تؤثر على البحث والتطوير اللازم لتشغيل أنظمة الدفاع ضد الطائرات الانزلاقية الفرط صوتية.
في ظل هذه الظروف، ظهرت مقترحات لتحويل الأموال المتاحة لبناء صاروخ اعتراضي طرفي لتعزيز القدرات الدفاعية بشكل مؤقت.
بينما قد تسهم الصواريخ الاعتراضية في حماية مواقع حيوية، فإن تأثيراتها ستظل محدودة ما لم يتم تحسين التمويل للبرامج الدفاعية الشاملة.
يشمل برنامج الطائر الانزلاقية – GPI أيضًا تعاونًا دوليًا، حيث خصصت الحكومة اليابانية 368 مليون دولار لدعمه من خلال اتفاقية التنمية التعاونية مع الولايات المتحدة.
يتعين على الرئيس الأمريكي والكونجرس استغلال هذه الأموال لدعم برنامج تطوير GPI عبر الاختبارات والنشر، وفق ما ورد في تقرير مجلة The National Interest.