الخميس 11 ديسمبر 2025
spot_img

السيسي يضع شروطًا صارمة للقاء مع نتنياهو

spot_img

أفادت تقارير إسرائيلية بأن مصر قدمت مجموعة من المطالب المسبقة لعقد قمة محتملة تجمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

مطالب مصرية مشروطة

تشير التقارير إلى أن القاهرة تربط مشاركتها في القمة بمطالب عالية قد تؤثر بشكل كبير على الخارطة الاستراتيجية في شرق المتوسط.

منذ اندلاع النزاع في قطاع غزة، امتنع الرئيس المصري عن استقبال نتنياهو، مما يجعل أي تقارب مصري-إسرائيلي محل نظر في تل أبيب كفرصة فريدة لتعزيز موقعها في العالم العربي. ومع ذلك، يبدو أن الثمن الذي تطلبه القاهرة، حسب مصادر إسرائيلية، “غير معقول”.

شروط كبيرة للقمة

وفقًا لتقارير مراسل صحيفة “يديعوت أحرونوت” إيتامار إيخنر، وضع الرئيس المصري شرطًا أساسيًا لعقد القمة يتمثل في توقيع اتفاقية ضخمة لتوريد الغاز الطبيعي بقيمة 35 مليار دولار من حقل “لوثيان” الإسرائيلي. كما تشير مصادر مطلعة إلى أن مصر تطالب بسحب إسرائيل قواتها من منطقة “فيلادلفيا”، التي تقع على الحدود مع غزة، ومن محور “نتساريم” داخل القطاع.

في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل لتحسين علاقاتها مع المملكة العربية السعودية، تجد نفسها في موقف صعب بالمنطقة، متمسكة بتقديم تنازلات استراتيجية مقابل دعم عربي محدود.

احتجاجات داخلية

أثارت المطالب المصرية حالة من الغضب بين الأوساط الاقتصادية والأمنية في إسرائيل. وحذر مسؤولون في قطاع الطاقة من أن نتنياهو قد يوافق على صفقة الغاز دون الحصول على تعهدات واضحة من القاهرة بشأن مكافحة تهريب الأسلحة إلى غزة أو الانسحاب من منطقة فيلادلفيا.

صرح مصدر رفيع لمراسل “يديعوت” بأن “منذ متى أصبحت إسرائيل تُقدم هدايا قبل القمم؟ إنها تضع مصالح مصر على حساب مصالحها الخاصة!”، وتابع: “إذا وافق نتنياهو على الصفقة دون ضمانات فعلية، فهذا أمر غير منطقي”.

الصفقة وتأثيرها

من جهة مصر، تعتبر الصفقة أمرًا حيويًا، حيث من المتوقع أن تلبي ما يقرب من 20% من احتياجات الكهرباء في البلاد. بينما تخشى إسرائيل أن تؤدي هذا الاتفاق إلى تقييد قدرتها على تصدير الغاز إلى أسواق أخرى، مما قد يضعف موقفها التفاوضي لاحقًا.

رغم التوترات الحالية، يعتقد مسؤولون سياسيون أن هناك فرصة جيدة للتوصل إلى تسوية تسهل عقد القمة في منتجع “مار-أ-لاجو” الخاص بالرئيس ترامب. ويعزى هذا التفاؤل إلى “تقارب المصالح” بين الأطراف الثلاثة.

العقبات القانونية

ويسعى نتنياهو لتحقيق إنجاز دبلوماسي مع مصر، جزء من استراتيجيته لتعزيز موقفه السياسي داخليًا وخارجيًا. ومع ذلك، يواجه عائقًا رئيسيًا يتمثل في موقف وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، الذي يشترط توقيع اتفاق موازٍ يضمن أسعارًا جذابة لشركة الكهرباء الإسرائيلية.

أكد مصدر سياسي رفيع أن الوزير “يصر على الحصول على مكاسب مباشرة لإسرائيل كشرط أساسي لأي اتفاق”، مشيرًا إلى أن المفاوضات “تقدم” وأن الحل قد يكون قريبًا.

لقاء تاريخي محتمل

إذا عُقدت القمة، ستكون الأولى بين نتنياهو والسيسي منذ بداية النزاع في غزة، بعد أن تجاهل الرئيس المصري دعوات سابقة لحضور لقاءات في شرم الشيخ.

اقرأ أيضا

اخترنا لك