مع تصاعد الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، تجددت الدعوات إلى التبرع الشعبي لإعادة الإعمار وتقديم الدعم العاجل. هذه الدعوات أثارت جدلاً واسعاً في مصر، بين مؤيد يعتبر التبرع واجباً إنسانياً، ومعارض يرى ضرورة توجيه الجهود نحو الداخل.
دعوة رئاسية للتبرع
دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد الماضي، إلى مساهمة المصريين في جهود إعمار غزة. وكلف رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني لإنشاء آلية وطنية لجمع التبرعات.
وتأتي هذه الدعوة في ظل استمرار تدفق المساعدات المصرية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.
حجم المساعدات المصرية
أفاد وزير الخارجية المصري، قبل أسبوعين، بأن حجم المساعدات التي دخلت غزة خلال عامين من الحرب تجاوز 700 ألف طن، 70% منها مساعدات مصرية خالصة من الدولة والمجتمع المدني.
ضمانات التبرعات المطلوبة
رغم الدعم الواسع للمبادرة الرئاسية، برزت أصوات تطالب بضمانات تمنع تكرار ما وصفوه بسوء إدارة التبرعات داخل القطاع. وأشار البعض إلى أهمية التأكد من وصول المساعدات إلى مستحقيها.
انتقادات إعلامية وشعبية
الإعلامي إبراهيم عيسى أعلن رفضه التبرع لغزة، مطالباً بضمانات لوصول التبرعات إلى المستحقين. وأشار إلى أن دخل المواطن المصري أقل من دخل المواطن في غزة.
في المقابل، دعا الإعلامي عمرو أديب المصريين إلى التبرع، معتبراً ذلك “مسؤولية أخلاقية”.
ردود فعل متباينة
علاء مبارك، نجل الرئيس الأسبق، انتقد “إلزام المصريين بالتبرع”، مطالباً القيادات الفلسطينية وأثرياء غزة بأن يكونوا قدوة في العطاء. وأثارت هذه التصريحات جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي.
السوشيال ميديا والتبرعات
شهدت منصات التواصل الاجتماعي انقساماً حول التبرعات لغزة، بين مؤيدين يرون فيها التزاماً تاريخياً، ومعارضين يطالبون بضمانات ويوجهون الاهتمام إلى الداخل.
أولويات الداخل المصري
عكس اتجاه آخر على “السوشيال ميديا” قلقاً من أن يأتي التضامن الخارجي على حساب احتياجات الداخل، خاصة مع توقعات بموجة تضخمية جديدة وارتفاع الأسعار.
وتأتي هذه المخاوف في ظل الزيادة الأخيرة في أسعار الوقود، مما زاد من الضغوط على المواطنين.
إغراق غزة بالمساعدات
أثارت تصريحات وزيرة التضامن الاجتماعي حول “إغراق غزة بالمساعدات الإنسانية” انتقادات، حيث طالب البعض بإعطاء الأولوية لدعم الفئات الأكثر احتياجاً داخل مصر.