تقدير مصري لتصريحات ترمب بشأن سد النهضة، وتأكيد على الدور الأميركي في حل النزاعات. الرئيس السيسي يثمن جهود واشنطن في تسوية الأزمات الإقليمية والدولية، معرباً عن ثقته في قدرة ترمب على إحلال السلام في مناطق تشهد توترات.
دعم جهود السلام
تأتي هذه التصريحات في ظل سعي الولايات المتحدة للعب دور محوري في حل القضايا العالقة بالمنطقة، وهو ما يعكس التقدير المصري للدور الأميركي المحتمل في هذا الملف الحساس.
السيسي يجدد الثقة في قدرة ترمب على حل المشكلات المعقدة، مع الإشارة إلى الأزمات في أوكرانيا والأراضي الفلسطينية وأفريقيا، ما يعكس تطلع مصر إلى دور أميركي فاعل في تحقيق الاستقرار.
تصريحات ترمب الأخيرة
تصريحات ترمب، التي أدلى بها خلال لقائه بالأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أكدت عزم الولايات المتحدة على حل مشكلة سد النهضة الإثيوبي “بسرعة كبيرة”.
ترمب أشار إلى أن بلاده عملت على ملف مصر مع جارتها إثيوبيا، التي قامت ببناء سد أغلق تدفق المياه إلى نهر النيل، واصفاً السد بأنه “مشكلة كبيرة”.
تمويل أميركي للسد
الرئيس الأميركي كرر تصريحاته بأن بلاده هي من مولت بناء السد، مؤكداً أهمية نهر النيل كمصدر حيوي للدخل والحياة في مصر، وأن المساس به أمر غير مقبول.
السيسي أكد تقدير مصر لحرص ترمب على التوصل إلى اتفاق عادل يحفظ مصالح الجميع حول السد، مشيراً إلى أن مصر تجدد دعمها لرؤية ترمب في إرساء السلام العادل والأمن والاستقرار.
تاريخ المفاوضات
بدأت إثيوبيا تشييد سد النهضة في 2011، وتوقفت المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا في نيسان 2021، ما دفع مصر للجوء إلى مجلس الأمن للمطالبة بالضغط على إثيوبيا.
مصدر مصري مسؤول أكد انتظار القاهرة لتحرك أميركي جاد، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي قادر على حل القضية، وأن بلاده تراقب تصريحات ترمب.
تورط أميركي في التمويل
عضو مجلس النواب المصري، مصطفى بكري، صرح بأن ترمب كشف أن الإدارة الأميركية متورطة في تمويل سد النهضة، معتبراً ذلك أمراً مثيراً للدهشة.
بكري أضاف أن الأزمة يجب أن تحل بشكل عادل، بما يحفظ لمصر حقوقها المائية التاريخية، متسائلاً عما إذا كان ترمب قادراً على تحقيق ذلك.
منطق الصفقات
الخبير المصري في الشأن الأفريقي، رأفت محمود، يرى أن حديث ترمب يتوافق مع عقليته القائمة على منطق الصفقات، وربما يريد إنجاز الملف في إطار صفقة ترضي جميع الأطراف.
محمود أشار إلى أن الصفقة قد تقوم على استجابة إثيوبيا لمطالب مصر مقابل عدم عرقلة القاهرة للطموح الإثيوبي في الوصول إلى البحر الأحمر.
مقايضات محتملة
البعض يرى أن حديث ترمب عن حل قضية سد النهضة قد يكون مقايضة لمصر لتقبل بتهجير الفلسطينيين، وهو ما رفضه عضو مجلس النواب مصطفى بكري.
بكري أكد أن مصر لا تربط بين حقها المائي التاريخي وحقها في الدفاع عن أمنها القومي برفض تهجير الفلسطينيين.
تصريحات سابقة لترمب
تلك ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها ترمب عن تمويل بلاده لسد النهضة، حيث أثار تصريح سابق له جدلاً واسعاً حول دور واشنطن في الأزمة.
بعد تصريح ترمب بأسبوعين، أعلنت أديس أبابا اكتمال مشروع سد النهضة، وأنها تستعد لتدشينه رسمياً في أيلول المقبل، ما أثار توترات مع دول الجوار.
موقف مصر والسودان
احتجت مصر والسودان على مشروع السد، وطالبتا إثيوبيا بوقف عمليات الملء بانتظار التوصل إلى اتفاق ثلاثي حول أساليب التشغيل، حفاظاً على حقوقهما المائية.