توافق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان على أهمية تعميق التشاور بين البلدين في ظل التحديات الإقليمية الراهنة، خلال اجتماع عُقد على هامش القمة العربية الإسلامية الطارئة التي استضافتها الدوحة.
لقاء القمة في الدوحة
يأتي اللقاء في إطار الرد على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قطر الأسبوع الماضي. وقد أعرب الرئيس الإيراني عن شكره للدور المصري في تسهيل المفاوضات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما أسفر عن توقيع اتفاق تعاون في القاهرة في 9 سبتمبر.
التحديات الإقليمية
تطرق السيسي وبزشكيان خلال اللقاء إلى الأوضاع الحساسة في منطقة الشرق الأوسط، مشيرين إلى العدوان الإسرائيلي في قطر. وقد تبادلا وجهات النظر حول الأزمات الإقليمية، بخصوص الوضع في قطاع غزة، وأكدا رفضهما لمشاريع تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
كما تناول الجانبان جهود مصر المتواصلة خلال العامين الماضيين لإرساء وقف إطلاق النار في غزة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية اللازمة، مع مراجعة مستجدات الأوضاع في بعض الدول التي تواجه أزمات.
التسوية السياسية
شدد الرئيسان على أهمية الحلول السياسية والدبلوماسية لحل الأزمات الإقليمية، مما يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن هناك توافقًا حول ضرورة متابعة التشاور بشكل أعمق في المستقبل القريب، استجابة للتطورات المؤثرة على الأمن الإقليمي.
تعزيز العلاقات الثنائية
كما تم استعراض سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث عبرا عن تطلعهما إلى تطوير العلاقات في كافة المجالات، واستغلال الإمكانيات المتاحة بما يحقق مصالح البلدين المشتركة، وفق مبادئ الاحترام المتبادل.
خلفية العلاقات المعقدة
تعود العلاقات بين مصر وإيران إلى ثورة 1979، ومرت بفترات من التوتر عقب قطع العلاقات الدبلوماسية بسبب اتفاقية كامب ديفيد ودعم إيران للإخوان المسلمين. ومع انتخاب بزشكيان كرئيس إصلاحي في يوليو 2024، شهدت العلاقات تحسنًا جزئيًا، مع استئناف طرح مبادرات للتشاور حول البرنامج النووي الإيراني.
على الرغم من أن التجارة الثنائية بلغت حوالي 200 مليون دولار سنوياً، إلا أن العلاقات لا تخلو من التحديات، مع وجود خلافات حول الوكلاء الإقليميين. ويعكس اللقاء الحالي رغبة في تعزيز التعاون الثنائي وتحقيق الاستقرار في المنطقة.