الجمعة 18 يوليو 2025
spot_img

السويداء: مدينة منكوبة بعد اشتباكات دامية وانسحاب القوات الحكومية

spot_img

في مشهد مأساوي، استيقظت مدينة السويداء جنوبي سوريا، ذات الغالبية الدرزية، على فوضى عارمة بعد اشتباكات دامية بين مسلحين محليين وقوات الحكومة. شوارع المدينة بدت كساحة حرب، مع جثث متناثرة، سيارات محطمة، ومتاجر منهوبة بعد انسحاب القوات الحكومية.

مشاهد مروعة في السويداء

وصفت الطبيبة هنادي عبيد، الوضع بالكارثي قائلة: “المدينة بدت وكأنها خرجت للتو من فيضان أو كارثة طبيعية.” وأضافت: “لم أتمكن من الوصول إلى المشفى الوطني بسبب استمرار عمليات التمشيط من قبل الفصائل المحلية”.

حصيلة الاشتباكات الدامية

يأتي هذا بعد اشتباكات عنيفة اندلعت الأحد الماضي، وأسفرت عن مقتل أكثر من 500 شخص. السلطات السورية سحبت قواتها من محافظة السويداء، لتجنب تصعيد محتمل مع إسرائيل.

مدينة منكوبة

تحولت السويداء، التي كانت تعج بالحياة قبل أيام، إلى مدينة أشباح. سيارات محترقة ومقلوبة، دبابة متفحمة، وجثث ملقاة في الشوارع، هذا ما وثقته الطبيبة عبيد.

رائحة الموت في الأرجاء

قرب إحدى المستديرات الرئيسية، انتشرت روائح كريهة، بينما تجولت الكلاب الشاردة في المكان. المحال والمؤسسات أغلقت أبوابها، في ظل غياب الأمن.

وقع الموت على الطبيبة

على الرغم من اعتيادها على رؤية الموت بحكم مهنتها، عبرت الطبيبة عن صدمتها قائلة: “للموت في الأيام الأخيرة طعم آخر، وشعرت بأنه كان قريباً مني أكثر من أي وقت مضى.”

مخاوف على مصير الجرحى

لم تخفِ الطبيبة خشيتها من الوضع في المشفى المركزي في السويداء، الذي خرج عن الخدمة، واكتظ بالجثث والجرحى.

“كارثة إنسانية” تلوح بالأفق

أكد مصور لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” على وجود فوضى عارمة أمام المشفى المركزي، مع وصول عشرات الجثث. عائلات مفجوعة تبحث عن ذويها وسط حالة من الهلع والغضب.

خروج المشفى عن الخدمة

شبكة “السويداء 24” الإخبارية المحلية، ذكرت أن المستشفى المركزي في المدينة خرج عن الخدمة بعد دخول القوات الحكومية إليه واشتباكها مع مسلحين دروز. مقاطع فيديو انتشرت تظهر جثثاً متراكمة في المشرحة، وجرحى يفترشون الممرات.

وضع صحي كارثي

ريان معروف، رئيس تحرير “السويداء 24″، وصف الوضع في المستشفى بالكارثي قائلاً: “هناك أكثر من 150 جثة في المستشفى الذي لم يعد قادراً على استيعاب المزيد.” وأضاف: “أجهزة غسل الكلى خرجت من الخدمة، والمرضى لا يتلقون العلاج”.

انقطاع الخدمات الأساسية

لا تزال خدمات المياه والكهرباء مقطوعة في المدينة، في حين أغلقت غالبية المحال التجارية أبوابها في انتظار انتهاء عمليات التمشيط.

خسائر مادية فادحة

شاهد مصور “وكالة الصحافة الفرنسية” محال متضررة ومسروقة، وأخرى محترقة.

نزوح البدو

مع انسحاب القوات الحكومية، شوهدت عائلات من البدو تفك خيمها وتنزح باتجاه محافظة درعا المجاورة خشية أعمال انتقامية.

البحث عن الأمان

وضحة العواد، امرأة نازحة، قالت: “منذ أربعة أيام ونحن في حرب، نريد أن ننجو بأنفسنا.” وأضافت: “هربنا ونتجه مع أطفالنا غرباً إلى درعا. هذه الحياة مكتوبة علينا. نحن خائفون، وجلّ ما نريده هو الهدوء.”

اقرأ أيضا

اخترنا لك