الجمعة 14 مارس 2025
spot_img

السودان يبدأ مشاورات لتشكيل حكومة كفاءات وطنية

أعلن وزير الخارجية السوداني، علي يوسف محمد، يوم الخميس، عن بدء مشاورات لإطلاق عملية سياسية شاملة تهدف إلى تشكيل حكومة كفاءات وطنية تدير البلاد خلال المرحلة الانتقالية، مع التركيز على إعادة إعمار الدولة. هذه العملية تستهدف أن تكون مفتوحة أمام جميع الأطراف السياسية دون استثناء.

التعاون مع الاتحاد الأوروبي

ناقش يوسف مع مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، أنيتا ويبر، في العاصمة المؤقتة بورتسودان، سبل التعاون بين مؤسسات الاتحاد الأوروبي والسودان لتحقيق الاستقرار والتنمية.

وأشاد وزير الخارجية السوداني بالبيان الذي أصدره الاتحاد الأوروبي، والذي عبر عن رفضه لفكرة تشكيل حكومة موازية في البلاد، موضحًا تطورات الأوضاع العسكرية والجهود الحكومية المتواصلة لإنهاء النزاع.

بدورها، أكدت المبعوثة ويبر دعم الاتحاد الأوروبي الكامل لعملية سياسية شاملة في السودان، مشددة على أهمية تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد كدولة محورية في منطقة القرن الأفريقي.

قلق الاتحاد الأفريقي

يوم الأربعاء، أعرب الاتحاد الأفريقي عن “قلق عميق” حيال محاولات “قوات الدعم السريع” وحلفائها لتأسيس حكومة موازية، محذرًا من أن هذه الخطوة تهدد بخلق “تقسيم هائل” في السودان الذي يعاني من حرب مستمرة منذ عامين.

كما وقعت “قوات الدعم السريع” وحلفاؤها ميثاقًا تأسيسيًا في نيروبي الشهر الماضي، أعلنوا فيه عزمهم على تشكيل حكومة سلام ووحدة في المناطق التي يخضعون لسيطرتهم. وتعهّدوا ببناء دولة مدنية ديمقراطية قائمة على مبادئ الحرية والمساواة والعدالة.

في وقت سابق من مارس، تم توقيع دستور انتقالي من قبل نفس الأطراف. وقد دعا الاتحاد الأفريقي جميع الأعضاء والمجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بأي حكومة تسعى لتقسيم جمهورية السودان أو الهيمنة على أراضيها. وكان الاتحاد الأوروبي قد أفاد أيضًا بأن الحكومة الموازية تهدد التطلعات الديمقراطية في السودان.

أحداث ميدانية في الغرب

ميدانيًا، شهدت مدينة الأُبيض عاصمة ولاية شمال كردفان قصفًا مدفعيًا من قبل “قوات الدعم السريع”، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات. وفي الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أكدت “الفرقة السادسة مشاة” أن الجيش وحلفاءه مستمرون في عملياتهم ضد “قوات الدعم السريع”.

وأوضح البيان الصادر عن الفرقة أن الدفاعات الجوية حققت انتصارات، إذ تم تدمير مركبة مزودة بمدفع من طراز 23، كما تم الاستيلاء على عدة آليات قتالية وغنائم عسكرية.

بالإضافة إلى ذلك، أكدت تقارير ميدانية مقتل 8 عناصر من “قوات الدعم السريع”، بسبب عمليات نوعية نفذتها القوات. إلا أن النزاع أيضًا أسفر عن مقتل 5 أطفال وإصابة 4 نساء خلال اشتباكات عشوائية في الفاشر.

الوضع في الخرطوم

في العاصمة الخرطوم، تواصل قوات الجيش تعزيز مواقعها في مختلف المحاور، حيث تهدف إلى السيطرة على الجسور الرئيسية التي تربط شرق النيل بالمدينة. في المقابل، تضغط “قوات الدعم السريع” باتجاه تراجع إلى مناطق أضيق.

خلال الأيام القليلة الماضية، حقق الجيش تقدمًا ملحوظًا في السيطرة على أحياء مدينة الحاج يوسف، كما قام “سلاح المدرعات” بعمليات توطين في عدة أحياء. لا تزال “قوات الدعم السريع” تحتفظ بالسيطرة على أجزاء من جنوب وشرق الخرطوم، بما في ذلك القصر الرئاسي ومقر القيادة العامة للجيش.

شن النزاع بين الجيش و”قوات الدعم السريع” حملة مأسوية على الشعب السوداني، حيث تجاوز عدد القتلى عشرات الآلاف، في حين بلغ عدد النازحين أكثر من 12 مليون شخص، وهو ما اعتبرته الأمم المتحدة “أزمة إنسانية غير مسبوقة” في القارة الأفريقية. الصراع الذي نشأ نتيجة للخلافات حول دمج “قوات الدعم السريع” ضمن الجيش، أسفر عن تقسيم السيطرة في البلاد، حيث يسيطر الجيش على شرق وشمال السودان، بينما تحتفظ “قوات الدعم السريع” بمعظم مناطق دارفور وأجزاء من الجنوب.

اقرأ أيضا

اخترنا لك