في تطور خطير، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ إزاء تقارير موثوقة تفيد باحتجاز قسري لأكثر من 70 من الكوادر الطبية ونحو خمسة آلاف مدني في مدينة نيالا، جنوب غربي السودان. يأتي هذا التصعيد وسط استمرار الصراع الدامي الذي تشهده البلاد منذ منتصف نيسان (ابريل) 2023.
أودت الحرب في السودان، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو، بحياة الآلاف ودفعت نحو 12 مليون شخص للنزوح داخليًا أو اللجوء إلى الخارج. كما أدت إلى تدهور البنية التحتية، مما أدخل السودان في “أسوأ أزمة إنسانية” في العالم، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
الوضع الصحي بنيالا
أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عبر حسابه على منصة “إكس”، عن قلقه بشأن التقارير الواردة من نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، والتي تشير إلى احتجاز أكثر من 70 عاملاً في مجال الرعاية الصحية، بالإضافة إلى حوالي خمسة آلاف مدني.
وأشار غيبريسوس إلى معلومات من شبكة أطباء السودان تفيد بأن المحتجزين يعيشون في ظروف غير صحية، مع تقارير عن تفشي الأمراض بينهم، مما ينذر بكارثة صحية وإنسانية وشيكة.
تحالفات عسكرية معقدة
تفاقمت الأزمة مع تحالف قوات “الدعم السريع” وفصيل “الحركة الشعبية لتحرير السودان-الشمال” في وقت سابق من العام الجاري، وتشكيل ائتلاف يرتكز في نيالا، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والإنساني في المنطقة.
وأكد تيدروس أن منظمة الصحة العالمية تعمل على جمع معلومات إضافية حول عمليات الاحتجاز وظروف المحتجزين، مشدداً على أن استمرار حالة انعدام الأمن يزيد الوضع تعقيداً ويهدد بتقويض جهود الإغاثة.
مطالب بالإفراج الفوري
شدد غيبريسوس على ضرورة حماية العاملين في المجال الصحي والمدنيين في جميع الأوقات، مطالباً بالإفراج الآمن وغير المشروط عن جميع المحتجزين، محذراً من التبعات الوخيمة لاستمرار هذه الممارسات.
اعتداءات على المرافق الصحية
وثقت منظمة الصحة العالمية 65 هجوماً على مرافق الرعاية الصحية في السودان منذ بداية العام الجاري، مما أسفر عن مقتل 1620 شخصاً وإصابة 276 آخرين، ما يعكس التدهور المريع في الوضع الإنساني والأمني في البلاد.
حماية المدنيين أولوية
تُضاف هذه الأحداث المأساوية إلى سلسلة الانتهاكات التي يشهدها السودان، وتؤكد الحاجة الماسة إلى تحرك دولي عاجل لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية، ووقف التصعيد العسكري الذي يهدد مستقبل البلاد.


