الجمعة 7 نوفمبر 2025
spot_img

السودان: الترابي فوجئ بتورط نائبه في محاولة اغتيال مبارك

spot_img

في كواليس السياسة السودانية، تتكشف فصول من رواية مثيرة تجمع بين الدين والسلطة، بدأت بانقلاب عسكري قاده ضابط مغمور، وانتهت بانقسام بين الزعيم الروحي والرئيس. تفاصيل تنشر لأول مرة تكشف خبايا تلك الحقبة.

خطة الترابي والسلطة

لم تكن العلاقة بين الزعيم الديني حسن الترابي والرئيس عمر البشير مجرد تحالف سياسي، بل كانت أشبه بصفقة: “تذهب أنت إلى القصر رئيساً، وأذهب أنا إلى السجن حبيساً”، هكذا بدأت القصة في 30 يونيو 1989.

الهدف كان إخفاء الوجه الإسلامي للانقلاب، وتجنب ردود الفعل الدولية السريعة. الخدعة انطلت على دول الجوار، وعلى رأسها مصر، التي اعتقدت أن البشير يقود مجموعة من الضباط القوميين.

كارلوس وبن لادن في الخرطوم

في تلك الفترة المضطربة، استقبلت الخرطوم شخصيات مثيرة للجدل، مثل كارلوس الفنزويلي، الذي وصل بجواز سفر مزور، ومعه أسامة بن لادن، الذي جاء تحت ستار الاستثمار والإغاثة، قبل أن تضطره الضغوط للمغادرة.

محاولة اغتيال مبارك

في خضم هذه الأحداث، وقعت محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا، ليفاجئ علي عثمان طه، نائب الترابي، الحاضرين بالاعتراف بضلوع الأجهزة السودانية في العملية.

الخلافات تظهر للعلن

بعد محاولة الاغتيال، تصاعدت الخلافات بين الترابي والبشير، خاصة حول فكرة التخلص من المتورطين في العملية. كانت هذه بداية النهاية لتحالفهما.

المفاصلة والانقسام

لاحقاً، وقع ما عرف بـ”المفاصلة” بين الإسلاميين، لتشتعل المنافسة على السلطة. لم يتردد البشير في سجن الترابي، ولم يتردد الترابي في تأييد تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية.

لقاء بن لادن وحجازي

بوساطة من الترابي، التقى أسامة بن لادن بمسؤول في مخابرات صدام حسين، وهو اللقاء الذي استُخدم لاحقاً لتبرير غزو العراق في عام 2003.

السودان.. مأساة مستمرة

يقول الدكتور المحبوب عبد السلام، الذي كان مديراً لمكتب الترابي وكاتباً لخطب البشير، إن الحركة الإسلامية في السودان استنفدت أغراضها، وأنها شريكة مع النخب الأخرى فيما وصلت إليه البلاد.

علاقة الترابي بمبارك

ويروي عبد السلام تفاصيل العلاقة بين الترابي والرئيس المصري حسني مبارك، والتي بدأت بمجاملة، ثم تأزمت بسبب محاولة الاغتيال في أديس أبابا.

اعتراف علي عثمان

ويكشف عبد السلام أن البشير والترابي علما للمرة الأولى بتورط أجهزتهما في محاولة الاغتيال خلال اجتماع سياسي رفيع المستوى، مؤكداً أن علي عثمان طه اعترف بضلوع الأجهزة في العملية.

رفض تصفية المنفذين

ويؤكد عبد السلام أن الترابي رفض قتل المنفذين العائدين من محاولة الاغتيال، معتبراً ذلك خارج السياسة والشريعة.

عمر سليمان والسودان

ويشير عبد السلام إلى أن عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية الأسبق، أرسل رسالة عن طريق المخابرات الفرنسية، أكد فيها أن محاولة اغتيال مبارك تمت من قبل الجماعات المصرية الإسلامية، وأن السودان قدم لهم الدعم اللوجيستي فقط.

تدهور العلاقة بين البشير والترابي

ويوضح عبد السلام أن الأمور التي ساهمت في تدهور العلاقة بين البشير والترابي بدأت تظهر بعد مذكرة العشرة في أكتوبر 1998، والتي طالبت بتنحية الترابي وتنصيب البشير رئيساً للدولة والحركة.

البشير يتآمر على الترابي

ويؤكد عبد السلام أن البشير تآمر على الترابي في تلك اللحظة، وكان يريد أن يجعله رئيساً رمزياً، وهو الدور الذي لم يقبله الترابي.

الترابي والسلطة

ويشير عبد السلام إلى أن الترابي كان يحب ممارسة السلطة، ولم يكن يقبل أن يعطي المباركات كما يعطي الشيوخ التقليديون.

استراتيجيات الترابي

ويوضح عبد السلام أن كل الاستراتيجيات والقرارات الكبيرة كانت تصدر من الترابي في السنوات الأولى من عهد نظام الإنقاذ، لكنه كان متحفظاً جداً في الظهور في أي محفل رسمي.

القبض على الترابي

ويؤكد عبد السلام أن الترابي لم ينحسر دوره إلا عندما أُخذ إلى السجن بعد المفاصلة، وتحديداً بعد توقيع مذكرة تفاهم مع “الحركة الشعبية لتحرير السودان” في فبراير 2001.

استقلال جنوب السودان

ويرى عبد السلام أنه ليس شريكاً في ذنب استقلال جنوب السودان، لأن رأيه كان واضحاً بضرورة إلغاء القوانين التي جاء بها النميري، والتي تعرف بقوانين الحدود، والتفرغ لوحدة السودان.

علاقة معقدة

ويصف عبد السلام العلاقة بين الترابي وعلي عثمان طه بأنها معقدة، وتشبه تبادل الطعنات، موضحاً أن علي عثمان كان لديه أفكار وتصورات مختلفة عن أفكار الترابي.

الإعجاب بصدام حسين

ويشير عبد السلام إلى أن علي عثمان طه كان شديد الإعجاب بصدام حسين، وكان يؤمن بالحكم الشمولي، وأن مجتمعاتنا ليست مهيأة لليبرالية والتعددية.

الربيع العربي والسودان

ويرى عبد السلام أن رياح “الربيع العربي” كانت قاسية على السودان، وعلى الحركة الإسلامية تحديداً، وأن الثورة التي هبت في السودان كانت تستجيب لنبض الشارع السوداني، وتحديداً شارع المدينة.

الحركة الإسلامية والمجتمع المدني

ويوضح عبد السلام أن الحركة الإسلامية في أثناء وجودها في السلطة كانت تحمل عداء خفياً معلناً للمجتمع المدني، وأنها تطورت إلى حالة مضادة للمجتمع السوداني.

الحزب الشيوعي والمعارضة

ويؤكد عبد السلام أن جذور الحزب الشيوعي السوداني في المجتمع ساهمت في تعزيز المعارضة لتجربة “الإنقاذ”، وأن الحزب الشيوعي كان الأكثر استيعاباً لما يدور في العالم، وتبنى الليبرالية بالكامل.

مسؤولية النخبة

ويرى عبد السلام أن إضاعة عقود من عمر السودان هي مسؤولية النخبة، وليس المؤسسة العسكرية وحدها، وأن العلة قائمة في أصل أحزابنا المدنية.

لقاء حاسم

ويعتبر عبد السلام أن أكثر المحطات حساسية كان فيها إلى جانب الترابي هو لقاؤه مع البشير وعلي عثمان عشية المفاصلة، والذي كان محاولة لإنقاذ الوضع من الانفصال التام.

كتابة الخطابات

ويكشف عبد السلام أنه كان يكتب خطابات البشير منذ عام 1990، وأن الخطابات كانت تعبّر عن سياسة الحركة كلها وعن موقفها.

اقرأ أيضا

اخترنا لك