spot_img
الإثنين 22 ديسمبر 2025
21.4 C
Cairo

السفير الإسرائيلي السابق: تدهور العلاقات مع مصر خطر جسيم

spot_img

حذر ديفيد غوفرين، السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر، من تدهور العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، مشيراً إلى تجدد الخطاب الإعلامي المصري المعادي لإسرائيل في أعقاب حرب غزة.

تحذيرات غوفرين

أكد غوفرين أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تعاني من تراجع خطير، تُعدّ الأسوأ منذ توقيع اتفاق السلام عام 1979. واعتبر أن اتفاق الغاز الأخير بين البلدين يمثل أكثر من مجرد حدث اقتصادي، بل فرصة سياسية استراتيجية مهمة تهدف إلى إعادة بناء جسور الحوار المباشر مع القاهرة، التي تعاني من حالة شلل شبه كامل.

وأشار إلى وجود مؤشرات خطيرة تبرز تدهور العلاقات، ومنها:

  • الانتهاكات المتكررة لبنود اتفاق السلام في سيناء،
  • زيادة نشاط الطائرات المسيرة على الحدود،
  • غياب السفراء عن كلا العاصمتين لأكثر من 18 شهراً،
  • تصاعد الخطاب الإعلامي المصري المناهض لإسرائيل، خاصة بعد أحداث غزة.

مستقبل الاجتماعات

وفيما يتعلق بالاجتماعات المستقبلية، تساءل غوفرين عن إمكانية عقد قمة قريبة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في واشنطن تحت رعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. إلا أنه أكد على أهمية إجراء اللقاءات في المنطقة لتعزيز المصداقية والثبات الاستراتيجي.

وأضاف أن مصر، رغم مرور 46 عاماً على اتفاق السلام، لا تزال تعاني من توازن هش في العلاقات. حيث يُنظر إلى التطبيع مع إسرائيل على أنه “قطعة قماش حمراء” في الشارع المصري، حتى عندما يكون التعاون في صالح الشعب.

علاقة الغاز الاستراتيجية

وأكد غوفرين أن الاتفاق الحالي يضاعف قدرة تصدير الغاز المصري مقارنة بالاتفاق السابق في 2018، موضحاً أنه يربط البلدين بالتزام طويل الأمد. مصر، التي يبلغ عدد سكانها نحو 120 مليون نسمة، تعتمد بشكل متزايد على الغاز الإسرائيلي لتلبية احتياجاتها، خاصة في ظل أزمة اقتصادية خانقة.

وأشار إلى أن الديون الخارجية لمصر تجاوزت 155 مليار دولار، مما يجعل أي بديل لاستيراد الغاز من إسرائيل عبئاً إضافياً على الاقتصاد المصري. وهذا الاتفاق، بحسب قوله، يحقق مكسباً مزدوجاً للطرفين.

تأثير الأحداث على العلاقات

ورغم التفاؤل بشأن التعاون، أشار غوفرين إلى أن الوضع الآن مختلف عن عام 2018، حيث كان الرئيس السيسي قادراً على التعامل مع الاتفاق الأول كإنجاز ونجا من الانتقادات. بينما زادت الحرب على غزة من حساسية الرأي العام المصري تجاه أي تقارب مع إسرائيل.

كما لفت إلى أن رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية حاول التقليل من البعد السياسي للاتفاق، مبرزاً أنه يُعتبر صفقة تجارية بين شركات. كما عكست تصاريح جماعة الإخوان المسلمين استمرار رفض التطبيع رغم المصالح المشتركة.

البعد الإقليمي

وتناول غوفرين أهمية البعد الإقليمي للاتفاق، خاصةً في ظل التوسع التركي في شرق المتوسط. وأشار إلى مشاركته في عام 2019 في المبادرة المصرية التي أدت إلى تأسيس “منتدى غاز شرق المتوسط”، والذي يشمل إسرائيل ومصر وقبرص واليونان والأردن وفلسطين وإيطاليا، كرد على مذكرة التفاهم التركية مع حكومة الوفاق الليبية.

اختتم غوفرين بتأكيد على أهمية الحوار المباشر دون وسطاء كسبيل لبناء الثقة والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

اقرأ أيضا

اخترنا لك