أعلنت المملكة العربية السعودية وجمهورية الهند عن توسيع “مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي الهندي” من خلال إضافة أربع لجان وزارية جديدة، وذلك لتعزيز العلاقة الثنائية بين البلدين في مجالات متعددة مثل الدفاع والسياحة والثقافة. تمثل هذه الخطوة دليلاً على رغبة الجانبين في تعميق التعاون الاستراتيجي وتعزيز أواصر الصداقة بين الشعبين.
تعزيز التعاون الدولي
وتم الاتفاق خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلى السعودية على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين الرياض ونيو دلهي في المنظمات الدولية مثل “مجموعة العشرين”، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي. جاء ذلك في بيان مشترك عقب الزيارة التي شهدت مناقشات حول التحديات الاقتصادية العالمية.
زيارة تاريخية
جاءت زيارة مودي للسعودية في 22 أبريل الحالي بدعوة من ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان. حيث تعد هذه الزيارة الثالثة لرئيس الوزراء الهندي إلى المملكة، بعد الزيارة الرسمية التي قام بها ولي العهد إلى الهند في سبتمبر 2023، والتي شارك خلالها في قمة مجموعة العشرين.
مباحثات رسمية
استقبل ولي العهد السعودي مودي في قصر السلام بجدة، حيث تم عقد جلسة مباحثات رسمية تناولت العلاقات الوثيقة بين البلدين. وأكد الجانبان أن العلاقة الثنائية قد تعززت من خلال الشراكة الاستراتيجية التي تغطي مجالات متعددة، مثل الدفاع والأمن والطاقة والتجارة.
استضافة الفعاليات الدولية
قدم مودي التهاني للأمير محمد بن سلمان بمناسبة فوز السعودية باستضافة معرض “إكسبو” الدولي 2030 وكأس العالم لكرة القدم 2034، مشيدا بالجهود المبذولة لتحقيق هذه الإنجازات الكبرى.
أعمال مجالس الشراكة
واستعرض القائدان التقدم الذي أحرزته اللجان الوزارية منذ الاجتماع السابق في سبتمبر 2023، وأبديا ارتياحهما لنتائج عمل لجنة التعاون السياسي والأمني والاجتماعي والثقافي ولجنة الاقتصاد والاستثمار.
توسيع المجلس
رُحب بتوسيع “مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي الهندي” ليشمل أربع لجان وزارية جديدة لتعزيز التعاون في مجالات الدفاع والسياحة والثقافة، مما يعكس عمق الروابط بين البلدين.
حضور المواطن الهندي في السعودية
عبر الجانب الهندي عن تقديره للمملكة لاستضافتها 2.7 مليون مواطن هندي مقيم، مما يعكس عمق العلاقات الثنائية. كما أشاد الطرفان بنجاح المملكة في تنظيم موسم الحج لعام 2024 وتقديمها خدمات متميزة للحجاج.
تعزيز العلاقات الاقتصادية
أكد الجانبان على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، خاصة في إطار “رؤية 2030” التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة. كما اتفقا على ضرورة توسيع مجالات التعاون في الطاقة، البتروكيماويات، والبنية التحتية.
مبادرات مستقبلية
استعرض القائدان الإنجازات التي تحققت من خلال فريق عمل رفيع المستوى لتسريع تدفقات الاستثمار، وضرورة استكمال مفاوضات “اتفاقية الاستثمار الثنائية” في أقرب وقت. كما تم الاتفاق على افتتاح مكتب لصندوق الاستثمارات العامة السعودي في الهند لتسهيل الاستثمار.
تعاون في الدفاع والأمن
ناقش الطرفان أهمية التعاون الدفاعي كركيزة أساسية للشراكة الاستراتيجية، حيث تم إنشاء لجنة وزارية متخصصة لتحقيق الأمان والاستقرار في المنطقة. وتم الترحيب بالاجتماعات السابقة التي أسفرت عن تحقيق نتائج جيدة، بما في ذلك التعاون في التدريب المشترك.
التعاون في مجالات متعددة
تم التطرق إلى أهمية التعاون في مجالات الأمن السيبراني ومكافحة الجريمة المنظمة، وضرورة مواجهة الإرهاب بكافة أشكاله. وشدد الجانبان على أهمية التعاون الدولي لمكافحة هذه الآفة.
إبرام مذكرات تفاهم
كما تم إبرام عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم خلال الزيارة، بما في ذلك مذكرة بين وكالة الفضاء السعودية وإدارة الفضاء الهندية، ومذكرة تعاون صحي بين وزارتي الصحة في البلدين.
التنسيق في الساحة الدولية
تلاقى الجانبان على أهمية تعزيز التنسيق في المنظمات الدولية لمواجهة التحديات الاقتصادية، بما يتجاوز الحدود التقليدية، مما يعكس التزامهما الثابت بالعمل معاً لتعزيز الاستقرار العالمي.
تعزيز التعاون في المجال اليمني
فيما يتعلق بالسياق الإقليمي، أكد الجانبان دعمهما للجهود الدولية لحل الأزمة في اليمن، مشيدين بمبادرات كل طرف لتعزيز الحوار والمساعدات الإنسانية.
في ختام الزيارة، أعرب مودي عن شكره للأمير محمد بن سلمان على حسن الضيافة، مشيراً إلى ضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين في المستقبل.
