الثلاثاء 18 نوفمبر 2025
spot_img

السعودية وأمريكا: شراكة استراتيجية تتجاوز الإدارات وتغيرات العالم

spot_img

في لقاء تاريخي بالبيت الأبيض في سبتمبر 2015، قدم الأمير محمد بن سلمان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأميركي باراك أوباما، تصورًا استراتيجيًا للعلاقات السعودية الأميركية في القرن الحادي والعشرين.

بدا واضحًا أن الأمير الشاب يتبنى رؤية جديدة للعلاقات الثنائية، التي شهدت تطورات كبيرة على مدى ثمانية عقود، مع تصميم على رسم مسارات مستقبلية مبتكرة.

تحولات رئاسية

شهدت السنوات العشر اللاحقة تبادلًا للسلطة بين الجمهوريين والديمقراطيين في الرئاسة الأميركية، وشكل اللقاء الأول بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض في مارس 2017 نقطة تحول محورية.

هذا اللقاء دفع ترامب إلى اختيار الرياض كأول وجهة خارجية له خلال ولايته الرئاسية الأولى، مما يعكس الأهمية التي توليها واشنطن للعلاقات مع المملكة.

زيارة الرياض التاريخية

في مايو 2017، ألقى ترامب خطابًا أمام قادة العالم العربي والإسلامي في الرياض، مركزًا على مكافحة الإرهاب ومعالجة الصراعات في الشرق الأوسط، كما شهدت الزيارة توقيع إعلان الرؤية الاستراتيجية المشتركة بين البلدين.

في المقابل، وبعد تنصيبه في يناير 2020، تعهد جو بايدن بتقليل الاعتماد على الشراكة مع المملكة، لكن سرعان ما تراجعت هذه الوعود أمام الحقائق الجيوسياسية.

أهمية الشراكة

أدركت الإدارة الأميركية أهمية الشراكة السعودية الأميركية في ظل تصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية، والتغيرات المتسارعة على الساحة العالمية، مما دفع بايدن لزيارة جدة في يوليو 2022 ولقاء الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

يؤكد المسؤولون السعوديون باستمرار على أن العلاقات مع الولايات المتحدة علاقات استراتيجية عميقة الجذور، وأنها لا تتأثر بالتغيرات السياسية في البيت الأبيض.

تطوير القدرات

خلال العقد الماضي، ركزت المملكة على بناء قدراتها الذاتية، وتطوير إمكاناتها الاقتصادية والعسكرية، وتحقيق أهداف رؤية 2030 الطموحة، وتعزيز مكانتها القيادية على الساحة الدولية.

تغيرات عالمية

لم تكن التحولات في العلاقات السعودية الأميركية منعزلة عن التغيرات العميقة التي يشهدها العالم، بما في ذلك صعود الصين كمنافس استراتيجي للولايات المتحدة، وتحول مراكز الثقل الاقتصادي نحو آسيا.

كما عززت الحرب في أوكرانيا من أهمية أمن الطاقة والدور المحوري للدول القادرة على تحقيق استقرار أسواقها، مما يجعل المملكة العربية السعودية شريكًا لا غنى عنه.

اقرأ أيضا

اخترنا لك