في تطور مفاجئ، استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ استقلال سوريا عام 1946. وأشاد ترامب بالشرع، مؤكداً أن خبرته القتالية ستساهم في إعادة بناء سوريا بعد سنوات الحرب.
زيارة تاريخية
الشرع، الذي قاد عملية عسكرية أطاحت بنظام بشار الأسد في كانون الأول الماضي، يعتبر أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض منذ عقود. قبل عام واحد فقط، كان الشرع، المعروف سابقًا باسم أبي محمد الجولاني، يتزعم هيئة تحرير الشام.
وأعرب ترامب عن تفاؤله بمستقبل سوريا، مؤكداً أن الشرع “قادر على تحقيق النجاح” في إعادة الإعمار. ووصف ترامب الشرع بأنه “قائد قوي جداً”، مشيراً إلى أن “الماضي القاسي” للشرع سيكون في صالحه.
خطة سلام شاملة
أكد ترامب أن سوريا جزء أساسي من خطته لتحقيق سلام أوسع في الشرق الأوسط، والتي يعوّل عليها لتعزيز وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. ومع ذلك، لم يؤكد ترامب التقارير التي تشير إلى مشاركة سوريا في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
وفي لفتة غير مألوفة، استقبل الشرع حشوداً من مناصريه أمام البيت الأبيض، وسط حراسة مشددة. وأفادت الرئاسة السورية بأن المحادثات تناولت العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، بالإضافة إلى قضايا إقليمية ودولية مشتركة.
تحول جذري
على عكس البروتوكولات المعتادة، جرى اللقاء بين ترامب والشرع بعيداً عن وسائل الإعلام. ونشرت الرئاسة السورية صوراً للقاء، تظهر ترامب مصافحاً الشرع بحضور كبار المسؤولين الأمريكيين.
يرى محللون أن زيارة الشرع للبيت الأبيض تمثل “تحولاً مذهلاً” من زعيم متشدد إلى رجل دولة عالمي. وتأتي هذه الزيارة بعد لقاء سابق بين ترامب والشرع في السعودية في أيار الماضي.
تمويل إعادة الإعمار
تسعى سوريا، التي تعاني من آثار الحرب المدمرة، إلى تأمين التمويل اللازم لإعادة الإعمار، والتي تقدر تكلفتها بأكثر من 216 مليار دولار. والتقى الشرع خلال زيارته بواشنطن مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي لبحث إمكانية تقديم المساعدة لسوريا.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد رفعت اسم الشرع من القائمة السوداء قبل الزيارة. وتأتي هذه الزيارة بعد مشاركة الشرع في اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك في أيلول الماضي.
دبلوماسية مكثفة
أجرى الرئيس السوري اتصالات دبلوماسية مع خصوم واشنطن، بما في ذلك لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تشرين الأول الماضي، في أول اجتماع بينهما منذ الإطاحة ببشار الأسد.


