بعد مرور أكثر من ستة أشهر على عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يواجه الحزب الديمقراطي تحديات كبيرة، موروثة من هزيمة 2024. الخسارة لم تقتصر على مرشحة الحزب، نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس، بل امتدت إلى سيطرة الجمهوريين على مجلسي النواب والشيوخ.
الانتخابات النصفية
الديمقراطيون يسعون لاستعادة الثقة، مع اقتراب الانتخابات النصفية للكونغرس بعد حوالي 15 شهرًا. الأمل معقود على تكرار سيناريو “الموجة الزرقاء” التي تحققت في انتخابات 2018.
الانتخابات النصفية تشمل جميع مقاعد مجلس النواب (435 مقعدًا) وثلث مقاعد مجلس الشيوخ (100 مقعد). تاريخيًا، يميل الحزب الحاكم (الجمهوري حاليًا) إلى خسارة مقاعد في هذه الانتخابات.
تفاؤل حذر
يستند الديمقراطيون إلى أدائهم الجيد في الانتخابات المحلية الخاصة، والتي يعتبرونها مؤشرًا إيجابيًا لمرشحيهم في انتخابات العام المقبل. في عام 2018، استغل الديمقراطيون الإحباط من إدارة ترامب الأولى، وحققوا فوزًا بـ 41 مقعدًا في مجلس النواب.
الجمهوريون، من جهتهم، يعون جيدًا أن الفوز الكاسح في انتخابات 5 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024 لا يضمن استمرار السيطرة. هم يواصلون جهودهم للحفاظ على قبضتهم الكاملة على واشنطن، مدركين أن الرياح السياسية قد تتغير بعد عامين من الحكم.
تحديات الجمهوريين
الجمهوريون يدركون أن فوزهم بالغالبية في 2024 كان صعبًا، إذ خسروا تسعة مقاعد، مما أبقى لهم أصغر غالبية في تاريخ مجلس النواب الأميركي. كما أن مكاسبهم في مجلس الشيوخ اقتصرت على أربعة مقاعد فقط.
تراجع التأييد
وفقًا لاستطلاع لصحيفة “وول ستريت جورنال”، وصل معدل تأييد الحزب الديمقراطي إلى أدنى مستوياته منذ 35 عامًا على الأقل، مما يعزز فرص الجمهوريين في عام 2026. مع ذلك، تشير استطلاعات أخرى إلى احتمالية مواجهة الحزب الجمهوري لمشكلات.
الناخبون لم يعبروا عن رضاهم عن أداء إدارة ترامب في مجالات الاقتصاد، والتعريفات الجمركية، والتضخم، والسياسة الخارجية، وترحيل المهاجرين. رغم ذلك، يرون أن الجمهوريين أكثر قدرة على التعامل مع هذه القضايا مقارنة بالديمقراطيين.
قضايا خلافية
لا يزال الديمقراطيون يحظون بتفضيل في قضايا الرعاية الصحية وسياسة اللقاحات. مجلة “نيوزويك” ذكرت أنه على الرغم من الأداء الجيد للديمقراطيين في بعض صناديق الاقتراع وتراجع شعبية ترامب، لا يزال الحزب غير محبوب لدى الكثيرين.
قادة الحزب الديمقراطي يبحثون عن طرق لاستعادة أصوات الناخبين الذين تحولوا نحو الجمهوريين، بمن فيهم الشباب والأميركيون من أصل لاتيني وآسيوي. في المقابل، يرى بعض الديمقراطيين أن حزبهم لم يعارض إدارة ترامب بما يكفي.
صعوبة الموجة الزرقاء
تشير العديد من المؤشرات إلى أن تحقيق “الموجة الزرقاء” التي يطمح إليها الديمقراطيون سيكون صعبًا. الاستقطاب السياسي المتزايد والتلاعب في ترسيم الدوائر الانتخابية قلصا عدد المقاعد المتاحة للتنافس.
دراسات نشرها موقع “ذا هيل” تشير إلى أن 10% فقط من الدوائر الحالية تنافسية، مقارنة بـ 40 دائرة في التسعينيات. في عام 2022، أيد 6% فقط من الناخبين مرشحًا للكونغرس من حزب مختلف عن مرشحهم الرئاسي في 2020.
تقدم الجمهوريين
استطلاع جديد أجرته خدمة “نابوليتان” ومؤسسة “آر إم جي” للأبحاث، أظهر تقدمًا للجمهوريين على الديمقراطيين، بمنح الحزب الجمهوري أفضلية بثماني نقاط. 52% من المشاركين يخططون للتصويت لمرشح جمهوري، مقابل 44% للديمقراطيين.
هذا التحول يمثل تغييرًا عن شهر أيار (مايو) الماضي، عندما كان للديمقراطيين أفضلية طفيفة (48% مقابل 45% للجمهوريين). تتوافق هذه الأرقام مع استطلاعات أخرى أجراها موقع “ريل كلير بوليتيكس”، حيث انخفض تأييد الحزب الديمقراطي بنسبة 59.3% مقابل 36.3% للجمهوريين.
مرشحون أقوياء
يواجه الديمقراطيون صعوبة في استقطاب مرشحين أقوياء لاغتنام الفرص السياسية المتاحة. الدائرة الثامنة في بنسلفانيا تعتبر فرصة لجذب الناخبين، لكنها يحكمها سياسي جديد فاز في 2024 بفارق ضئيل.
مقعد السيناتورة الجمهورية في ولاية مين، سوزان كولينز، أثار حماسة الاستراتيجيين الديمقراطيين، لكن عدد المرشحين القادرين على منافستها ضئيل للغاية.
قانون الرعاية
الجمهوري الجديد تشاك إدواردز، من الدائرة الـ 11 في كارولاينا الشمالية، يمثل هدفًا سياسيًا رئيسيًا للديمقراطيين. يعول الديمقراطيون على انخفاض شعبية ترامب والجمهوريين بعد إقرار “القانون الجميل الكبير”، الذي قد يؤثر سلبًا على المستفيدين من برامج الرعاية الصحية والاجتماعية الفيدرالية.
فيت شيلتون، المتحدثة باسم لجنة الحملة الديمقراطية للكونغرس، أكدت أن الانتخابات النصفية ستكون استفتاء على من سيخفض التكاليف ويحسن حياة الأميركيين العاديين. واعتبرت أن الجمهوريين يفشلون في مجلس النواب، وأن معظم الأميركيين يكرهون مشروع القانون.