الجمعة 27 ديسمبر 2024
spot_img

الدنمارك تعزز دفاعاتها في غرينلاند بعد تصريحات ترمب

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترمب، موجة من ردود الفعل المتباينة في كل من الدنمارك وبنما، بعد تهديده بشراء غرينلاند واستعادة السيطرة على قناة بنما. يأتي ذلك في وقت تسعى فيه الدنمارك لتعزيز وجودها العسكري في غرينلاند الغنية بالموارد.

تصريحات ترمب تثير القلق

في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الدنماركية، الثلاثاء، عن حزمة إنفاق دفاعي جديدة تركز على غرينلاند، الجزيرة المعروفة بموقعها الاستراتيجي ومواردها الطبيعية. ترمب كان قد برر رغبته في الاستحواذ على غرينلاند بأنها “ضرورية لأمن البلاد القومي”.

تُقدّر حزمة الإنفاق الدفاعي الجديدة بحوالي 10 مليارات كرونة دنماركية، أي ما يعادل 1.5 مليار دولار. وقد صرح وزير الدفاع الدنماركي، ترويلز لوند بولسن، بأنه سيتم تخصيص جزء من هذه الميزانية لشراء زورقَي دورية وطائرتين مسيّرتين، فضلاً عن تعزيز عدد الأفراد في القيادة القطبية الشمالية. وأكد بولسن أن الدنمارك لن تستطيع مراقبة غرينلاند بمفردها.

شراكة استراتيجية

على الرغم من تصريحات ترمب، أكدت الحكومة الدنماركية أن قرار تعزيز الدفاعات في غرينلاند ليس له علاقة مباشرة بتصريحات الرئيس المنتخب. وأوضح بولسن أنه لا توجد خطط ملموسة في الوقت الراهن، لكن التعاون مع الولايات المتحدة يبقى في الأفق.

من جهته، أعلن رئيس وزراء غرينلاند، موتي بي إيجيدي، بشكل قاطع أن الجزيرة ليست للبيع، مُشيرًا إلى ضرورة الحفاظ على استقلالية غرينلاند ومكانتها. كما عبر عن ذلك بقول: “غرينلاند لنا، ويجب ألا نخسر معركتنا من أجل الحرية”.

احتجاجات في بنما

من جهة أخرى، لم تكن تصريحات ترمب مقتصرة على غرينلاند، بل شملت قناة بنما، حيث نظمت مظاهرات حاشدة أمام السفارة الأمريكية في بنما. المحتجون، الذين بلغ عددهم حوالي مائة، جاءوا تعبيراً عن غضبهم من تهديدات ترمب باستعادة القناة إذا لم تخفض بنما رسوم مرور السفن الأمريكية.

رفع المتظاهرون شعارات تعبر عن تمسك بنما بسيادتها، وهتفوا: “كفّ يدك عن القناة”، وأحرقوا صورًا لترمب والسفيرة الأمريكية لدى بنما، ماري كارمن أبونتي. كما دعا زعيم “نقابة البناء”، ساوول مينديز، إلى الحفاظ على السيادة البنمية وعدم السماح لترمب بمطالبة أي جزء من الأرض.

سيادة بنما

تاريخ قناة بنما يعكس علاقات معقدة، حيث حفرتها الولايات المتحدة وافتتحت عام 1914، ثم انتقلت إدارتها إلى بنما بموجب اتفاقية عام 1977. وقد أكد رئيس بنما، خوسيه راوول مولينو، أن السيادة على القناة “غير قابلة للتفاوض”.

يوم السبت، أعلن ترمب أنه في حال عدم قدرة بنما على إدارة القناة بشكل فعال، فإن الولايات المتحدة ستطالب بإعادتها على الفور. وأوضح في تعليقات له أن الصين تدير عمليات القناة، وهو ادعاء غير صحيح حيث إن القناة تحت إشراف هيئة بنمية مستقلة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك